السيسي.. سي سي.. أو C C .. ليس هتافاً للجماهير المصرية في الشوارع منذ أن طلب وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي التفويض من الشعب المصري لمواجهة العنف والإرهاب، وقبلها أثناء ثورة 30 يونيو بهتاف "انزل يا سيسي"، لكنه أصبح حالة مصرية خالصة لمواجهة الإرهاب والتطرف الديني، والتطلع إلى مستقبل مستقر، يعود فيه الأمن والاستقرار لمصر. وتحول السيسي من وزير للدفاع تم تعيينه في عهد المعزول محمد مرسي، وثارت حول انتماؤه الإيديولوجي والديني علامات استفهام، بعد أن ردد البعض أنه أحد أعضاء الجماعة، إلى بطل شعبي في قلوب المصريين، فاستجابته لنداء المصريين وخروجهم بالملايين في شوارع القاهرة والمحافظات المصرية، رسمه بطلاً في التاريخ المصري، وصاحب شعبية جارفة قارنها كثير من الكتاب والمحللين بشعبية الزعيم جمال عبد الناصر. وكان ينظر لقبول الجيش تعيين السيسي وزيراً للدفاع من قبل المعزول محمد مرسي أنه مؤشراً لخضوع الجيش، الذي خرج منه كل رؤساء مصر منذ 1952 لأول رئيس مدني للبلاد، لكن بعد عام واحد انحاز السيسي لمطلب الشعب بعزل مرسي في استجابة لمطالب قطاع كبير من المصريين. وعندما وقعت اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه في الشوارع في نوفمبر 2012، بسبب إصداره إعلاناً دستورياً يحصن قراراته، قال السيسي إن "ولاء القوات المسلحة للشعب والدولة". ويرسم الرئيس السابع لجمهورية مصر العربية حالة من التفاؤل بالمستقبل لكثير من المصريين، لثقتهم به، ولانتمائه للمؤسسة العسكرية التي يقول المصريون إنها المؤسسة الوحيدة الباقية بقوتها بعد ثورة يناير 2011، لذا فستكون مساعدة له على النهوض بالوضع الاقتصادي السيئ، والوضع الأمني المتدهور، في الوقت الذي يرى آخرون يوصفون ب"شباب الثورة" أن هذا الرأي ما هو إلا نكوص عن مبادئ ثورة يناير التي قامت من أجل أن يبتعد الجيش المصري عن الحكم ومؤسسة الرئاسة، ويتحول ساكن قصر الاتحادية إلى رجل مدني. وعبد الفتاح السيسي.. الرئيس السابع لجمهورية مصر العربية، ولد في القاهرة عام 1954، تخرج من الكلية الحربية عام 1977 وعمل في سلاح المشاة، وعين قائدًا للمنطقة الشمالية العسكرية، حاصل على ماجستير من كلية القادة والأركان عام 1987، وماجستير من كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992 بالتخصص نفسه. تولى السيسي عدة مناصب من بينها مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، ومنصب القائد العام للقوات المسلحة، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ووزير الدفاع 44 منذ 12 أغسطس عام 2012، وحتى السادس والعشرين من مارس 2014. وفي 12 أغسطس 2012 أصدر الرئيس المعزول محمد مرسي قرارًا بترقية السيسي من رتبة لواء إلى رتبة فريق أول وتعيينه وزيرًا للدفاع وقائدًا عامًا للقوات المسلحة، خلفًا للمشير محمد حسين طنطاوي، وفي 27 يناير 2014 تمت ترقيتُه لرتبة مشير بقرار من الرئيس المؤقت عدلي منصور. ويؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسي – خلال اللقاءات التي أجراها في مرحلة الدعاية الانتخابية- دوماً أن مهمته هي استعادة الدولة المصرية التي فقدت هيبتها ودورها في السنوات الماضية، وأن همه الأول هو تحسين حياة المواطن البسيط الذي يعاني من قسوة الحياة الاقتصادية، والسعي الدائم وراء لقمة العيش التي يجدها بصعوبة نتيجة لارتفاع الأسعار وندرة الموارد خاصة في الفترة التي تلت يناير 2011، والانتكاسات الاقتصادية التي تعرضت لها مصر. وقال عسكريون أمريكيون عرفوا الرئيس السيسي خلال وجوده في الولاياتالمتحدة للحصول على زمالة كلية الحرب العليا عام 2006؛ إنه رجل متدين ومواظب على الصلاة وإن كتاباته كانت تعكس وعيه بأن تحقيق الديمقراطية في الشرق الأوسط ربما يكون مليئا ب"الصعوبات"، كما وصفته مجلة "نيوزويك" الأمريكية بأنه (رجل مصر القوي) و(الجنرال الهادئ). أمام عبد الفتاح السيسي في أول أيام رئاسته للجمهورية، العديد من الأزمات، أهمها إرث ثقيل ممن سبقوه على كرسي الرئاسة، بالإضافة إلى آمال المصريين المنعقدة عليه، وبعض التيارات السياسية التي تتمنى ألا تختلف فترة رئاسته عن سابقه، حتى تسمح لهم بالعودة مرة أخرى للمشهد السياسي.