نظمت القمة الحكومية المنعقدة بدبي حاليا وتنتهي في 12 فبراير جلسة حول مستقبل الخدمات الصحية تحت عنوان "توفير خدمات صحية فعالة: الجيل القادم من الخدمات الحكومية الصحية" ناقشت أهم الفرص التي تواجه الحكومات للوصول إلى مجتمعات أكثر صحة وسعادة. وتعتبر الخدمات الصحية إحدى أهم أولويات الحكومات لأنها تمس حياة الناس بشكل أساسي ولها اثر مباشر على سعادة المجتمع وإنتاجية الدول ما يحتم على الحكومات توفير خدمات صحية أفضل للمجتمعات واعتماد التخطيط المسبق والتنبؤ بالاحتياجات الصحية المستقبلية واعتماد أحدث التقنيات الطبية المتاحة لضمان الارتقاء بمستوى الخدمات الطبية. وفي هذا الإطار، استعرضت د. كاثرين مور، مخترعة ورئيس البحوث الطبية ب"انتويفسيرجيكال" في الولاياتالمتحدةالأمريكية، خلال الجلسة التجربة الأمريكية في تطبيق واعتماد تقنية الروبوت في العمليات الجراحية باستخدام الناظور، والتي تعرف اختصاراً ب (Da »inci). وعلى الرغم من أن اعتماد تقنيات حديثة تسهم بتوفير صحة أفضل لأفراد المجتمع تعتبر مكلفة مادياً، إلا أنها أسهمت بخفض التكاليف العلاجية في المستشفيات التي قامت باعتماد هذه التقنية، بحسب د.مور، مؤكدة على وجود تقنيات بإمكانها توجيه دفة المصاريف العلاجية في الاتجاه الصحيح. وشددت د. مور أيضاً على أن مستقبل التقنيات الطبية يتمثل بالانتقال من العمليات الجراحية التقليدية إلى العمليات الجراحية باستخدام المنظار، مشيرة إلى أن استخدام أحدث التقنيات في مجال جراحة المنظار قد اتاحت لبعض المستشفيات الأمريكية فرصة لاستقطاب المزيد من المرضى بالمقارنة بالمستشفيات التي لا تطبق هذه التقنية في العمليات الجراحية، كما انها اسهمت بشكل كبير في تقليل عدد الأيام التي يتطلبها المريض للمثول إلى الشفاء بعد خضوعه للعملية الجراحية والتي لا تتجاوز في غالب الأمر ال 11 يوماً، مقابل ما يقرب من 49 يوماً للمرضى الذين يخضعون لعمليات جراحية تقليدية. وأشارت د. مور إلى أن السنوات الخمس التي يقضيها المريض بعد خضوعه لعملية جراحية تعتبر المقياس الذي يستخدم في العادة في تقييم اعتماد الأجهزة التقنية الحديثة في العمليات الجراحية من عدمها. وفيما يتعلق بتأثير اعتماد الروبوت في العمليات الجراحية بالناظور على كفاءة الجراحين، نفت د. مور أن يكون لذلك أي تأثير سلبي، حيث أن اعتماد تقنية الروبوت في العمليات الجراحية لا يلغي مهارة الجراح الذي لا يزال هو المحرك الرئيسي لهذه العملية. من جهته، شدد د. ألين واي-لون شيانج، رئيس مجموعة مستشفيات هونج كونج في الصين، على أهمية الدور الذي يؤديه التقدم الطبي في تقليل النفقات في القطاع العلاجي، مشيراً إلى أن حكومة هونج كونج تأخذ على عاتقها 44% فقط من النفقات العلاجية. كما استعرض د. شيانج التجربة الكورية في القطاع الصحي، مشيراً إلى أنه وبالرغم من أن الغالبية العظمى من المرضى يخضعون للعلاج في المستشفيات الحكومية، إلا أن الخيارات العلاجية تكاد تكون متساوية نظراً للدور الذي يؤديه القطاع الخاص في دعم القطاع الصحي في هونج كونج. يذكر بأن الجلسة التي حملت عنوان "توفير خدمات صحية فعالة: الجيل القادم من الخدمات الحكومية الصحية" والتي قام بإدارتها د. جمال الكعبي، مدير الاتصال المؤسسي – هيئة الصحة بأبوظبي، قد تناولت أثر التقدم التكنولوجي وما يوفره من فرص للحصول على والاستفادة من البيانات والمعلومات والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية لتوفير خدمات صحية أفضل. كما شهدت الجسلة مناقشة أهم الفرص والتحديات للوصول إلى مجتمعات أكثر صحة وسعادة من خلال أمثلة عملية ونماذج خدمات الرعاية الصحية المتبعة في بعض المستشفيات والمنظمات الرائدة حول العالم.