أكد السفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية لشئون الهيئات المعددة الاطراف إن مصر لم تكن تشهد هذه المرحلة الفارقة من تاريخها سوى من خلال شبابها الذي هو صاحب الشرارة الأولى والمحرك الرئيسي لثورة 25 يناير و30 يونيو وقوة الدفع المستمر نحو تحقيق أهدافها من عيش وحرية وعدالة اجتماعية . وقال بدر إن الحق في حرية التعبير حقا أساسيا لا يجوز الافتئات عليه ولكنه يحمل مسؤوليات تفرض علينا كحكومات ومجتمع مدني مهمة تكثيف التعاون لنشر الوعي حول أبعاده المختلفة بصورة تعزز من دوره كأداة للتقريب بين الشعوب. جاء ذلك فى كلمة مصر التى ألقاها السفير هشام بدر فى الجلسة الافتتاحية لإجتماعات كبار المسئولين لمنتدى المستقبل العاشر برئاسة مصرية بريطانية مشتركة ومشاركة وفود دول منطقة الشرق الأوسط الموسع، ومجموعة الثمانية حوالى 32 دولة والذى جاء تحت عنوان " الحكومات والمجتمع المدنى يداً واحدة نحو مستقبل أفضل " . وأشار بدر الى إن استضافة مصر لفعاليات منتدى المتسقبل تتزامن مع وتيرة الحراك السياسي المجتمعي على الساحة الداخلية وأكد إن وتيرة التحولات المتلاحقة التي تشهدا دول منطقتنا تضعنا أمام تحديات جديدة تبرز محورية التواصل بين الشعوب والحكومات لإحداث التغيير وهو ما يرسخ لدور أكثر توسعا وتأثيرا للمجتمع المدني على كافة الأصعدة. مضيفا : وبات علينا أن ندرك تغير طبيعة العلاقة بيت الحكومات والمجتمع المدني بأشكاله المختلفة، بما في ذلك مجتمع الأعمال حيث أضحى المجتمع المدني شركيا وطرفا أساسيا للحكومات وهو ما يمنحه من فرص للتمكين والتأثير على مجريات التحولات الجذرية التي تشهدا دولنا بقدر ما يلقي عليه من مسؤوليات جسام. وأشار بدر الى إن مشروع الدستور المصري يؤسس للقواعد الحاكمة التي تضمن تحقيق التقدم على مسارات المحاور الثلاث التي تناقشها الفعاليات وهي التنمية الاقتصادية وتمكين المرأة وحرية التعبير. وأكد بدر أنه لا يمكن تحقيق تنمية اقتصادية حقيقية دون تمكين الشباب واستغلال طاقتهم الكامنة وتوظيفها في اتجاه صناعة المستقبل، واشراك الشباب في عمليات صنع القرار، وتتأكد هنا عملية إعمال المشاركة الحقيقية بين الحكومات والمجتمع المدني بما فيه قطاع الأعمال بالتوازي مع شراكة حقيقية بين الدول. وأضاف مساعد وزير الخارجية إن انتهاء فعاليات الاجتماع العاشر فرصة سانحة لتقييم انجازات ووضع خريطة مستقبلية لاسيما في وقت تشهد فيه دول المنطقة تحولات جذرية يحتم معها صياغة مقاربات جديدة وبما يستشعره معه المواطن أن هناك اهتماما خاصة به يستطيع خلاله تلبية احتياجاته الأساسية وطموحاته نحو مستقبل. ومن جانبه قال السفير أدوارد أوكدن مدير إدارة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا بالخارجية البريطانية أن إجتماعات منتدى المستقبل العاشر تعقد فى وقت تمر به المنطقة بتحديات كثيرة منها الاحداث المأساوية فى سوريا وهناك أيضا مبادرة كيرى حول مباحثات السلام مشيرا الى أنه لابد من أن ننظر جميعا لأفضل السبل لدعم المبادرة لمواكبة التغيرات الجذرية التى حدثت على مدى السنوات الماضية . وأضاف أدوارد أن هذا العام تاريخيا لمصر بعد أن حققا فيه الشعب المصرى إنجازاً هائلا ويعمل الكثير منا عن كثب مع المصريين حول الطريق التاريخى الذى إتخذيته على مدى العامين الماضيين . وأعرب المسئول البريطانى عن أمله فى نجاح الحكومة الانتقالية فى تنفيذ خريطة الطريق. وفى السياق ذاته غاب الوفد التركى عن جلسة كبار مسئولين لمنتدى المستقبل ، وقالت مصادر دبلوماسية ان مصر باعتبارها تتولى الرئاسة المشتركة للمنتدى مع بريطانيا وجهت الدعوة لكل دول الأعضاء بما فيها تركيا التي لم تشارك فى جلسة كبار المسئولين ، وأشارت المصادر الى ان أنقرة أبلغت الرئاسة المشتركة للمنتدى حضور وفد ، و سيحضر للمشاركة اليوم فى الاجتماع الوزاري للمنتدى . من جهة أخرى غابت سوريا عن المنتدى الذى يضم فى عضويته الدول العربية والدول الثماني الكبرى وباكستان وأفغانستان وتركيا ، وقال سفر هشام بدر مساعد وزير الخارجية للمنظمات الدولية ان مصر لم توجه الدعوة إلى سوريا وشهدت جلسات كبار المسئولين أمس مناقشة الاعلان الذى سيصدر فى ختام الإجتماع الوزارى كما عقد جلسة إستماع من قبل المجتم المدنى لمناقشة نتائج ورش العمل التى عقدت في العاصمة الأردنية عمّان يومي 9 و10 ديسمبر، بين منظمات المجتمع المدني بدول الشرق الأوسط ومجموعة الثمانية، حول موضوعات حرية التعبير، وتمكين المرأة، ودور المجتمع المدني في التنمية الاقتصادية . جدير بالذكر أن منتدى المستقبل محفل دولي يهدف لتعزيز التعاون بين دول الشرق الأوسط الموسع، ومجموعة الثمانية فيما يخص عملية الإصلاح الديمقراطي وتعزيز الشراكة بين الحكومات والمجتمع المدني في كافة المجالات، وعقدت أولى دوراته في العاصمة المغربية الرباط عام 2004.