دعا رئيس فرع الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بدمياط الدكتور إسماعيل عبد الرحمن طلاب الأزهر بالحرص علي استغلال الوقت والبعد عن المشاحنات، وكل ما من شأنه إثارة الفتنة والانشغال عن رسالة العلم، وقال في رسالة وجهها للطلاب بمناسبة بداية العام الدراسي الجديد، تحت عنوان "فضل العلم والتعلم"، مؤكدًا على أهمية إخلاص النية لله تعالى، واحترام العلم والعلماء، والانشغال بطلب العلم وترْك ما سواه. وأشار الدكتور إسماعيل عبد الرحمن أن الله جل وعلا قال (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)، وقال صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة"، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع"، وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا، سلك الله له به طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر"، ولكي يرزقنا الله جل وعلا العلم وبركته لا بد لنا من الالتزام بإخلاص النية لله تعالى، مشيرًا أنه لا بد من أن تكون نية طلب العلم لله تعالى وحده فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تعلم علمًا مما يُبتغَى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرَضًا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة" يعني ريحها، وفي رواية "فليتبوأ مقعده من النار"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دخل مسجدنا هذا ليتعلم خيرًا أو ليعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله ومن دخله لغير ذلك كان كالناظر إلى ما ليس له"، وقال ابن مسعود رضي الله عنه : "لاَ تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِثَلاَثٍ: لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ وَتُجَادِلُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ وَلِتَصْرِفُوا بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ، وَابْتَغُوا بِقَوْلِكُمْ مَا عِنْدَ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ يَدُومُ وَيَبْقَى، وَيَنْفَدُ مَا سِوَاه. ويقول الإمام الشافعي رضي الله عنه: أخشى أن من طلب العلم بغير نية أن لا ينتفع. وقال "عبد الرحمن" أنه يجب الإلتزام باحترام العلم والعلماء، فعن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضل العالم علي العابد كفضلي أنا على أدناكم"، ويقول عكرمة -رحمه الله-: إياكم أن تؤذوا أحدًا من العلماء، فإن مَن آذى عالمًا فقد آذى رسول الله –صلى الله عليه وسلم– لأنهم حملة كلام الرسول –صلى الله عليه وآله وسلم– الذائدون عن حياضه، المنافحون عن كلامه، رحمهم الله ، مؤكدًا أنه لا بد لطالب العلم من أن يوقِّر أساتذته ويجلهم فعن عَلِيّ رضي الله عنه قال: مِنْ حَقِّ الْعَالِمِ عَلَيْكَ : أَنْ تُسَلِّمَ عَلَى الْقَوْمِ عَامَّةً وَتَخُصَّهُ بِالتَّحِيَّةِ، وَأَنْ تَجْلِسَ أَمَامَهُ، وَلاَ تُشِيرَنَّ عِنْدَهُ بِيَدَيْكَ، وَلاَ تَغْمِزْ بِعَيْنَيْكَ غَيْرَهُ، وَلاَ تَغْتَابَنَّ عِنْدَهُ أَحَدًا، وَلاَ تَطْلُبَنَّ عَثْرَتَهُ، وَإِنْ زَلَّ قَبِلْتَ مَعْذِرَتَهُ، وَعَلَيْكَ أَنْ تُوَقِّرَهُ لِلَّهِ تَعَالَى، وَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ سَبَقْتَ الْقَوْمَ إِلَى خِدْمَتِه، يقول سفيان الثوري رضي الله عنه يقول: »إذا رأيت الشاب يتكلم عند المشايخ وإن كان قد بلغ من العلم مبلغا فآيس من خيره فإنه قليل الحياء«، ويقول الربيع بن سليمان تلميذ الإمام الشافعي رضي الله عنهم: والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلي هيبة له، يقول الإمام مالك رضي الله عنه: حقّ على طالب العلم أن يكون فيه وقار وسكينة وخشية واتباع لأثر مَن مضى. وأشار رئيس فرع الرابطة بدمياط أنه يجب أيضًا الانشغال بطلب العلم وترك ما سواه، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: اغدُ عالمًا أو متعلمًا، ولا تغدُ إمعةً بين ذلك، وقال سعيد بن جبير رضي الله عنه : لا يزال الرجل عالِمًا ما تعلَّم، فإذا ترك التعلم وظن أنه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو أجهل ما يكون، وقال الخليل بن أحمد رحمه الله تعالى : إنما كنتُ ألقَى من الناس أربع رجال : رجلًا أعلم مني فهو فائدتي، أو رجلًا مثلي فهو يوم مذاكرتي، أو رجلًا متعلمًا مني فهو ثوابي وأجري، ورجلًا دوني يرى أنه فوقي؛ فذلك الذي لا أنظر إليه، يقول الأصمعي رحمه الله تعالى: «من لم يحتمل ذل التعليم ساعة بقي في ذل الجهل أبدًا». واختتم رئيس فرع الرابطة العالمية لخريجى الأزهر بدمياط رسالته لطلاب الأزهر بالحرص على استغلال الوقت فيما ينفع، وطالبهم بالبعد عن المشاحنات وما شابهها من كل ما من شأنه أن يثير الفتنة ويشغلنا عن رسالتنا فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه".