استمتعت بقراءة حوار الفريق أول عبدالفتاح السيسي الذي خص به الكاتب ياسر رزق الصحفي الأشهر في مصر، أهمية الحوار تجاوز كونه وثيقة، تحوي معلومات تذاع لأول مرة، عن مرحلة فارقة في تاريخ مصر، وعن كونه قطعة أدبية انتقي فيها المحاور، والسيسي العبارات والألفاظ بعناية كبيرة، لينتقل إلي عمل صحفي من الطراز الأول، يعود مرة أخري بالصحافة المطبوعة إلي المرتبة الأولي، بعد أن زاحمتها الفضائيات، والصحافة الإلكترونية. وخلال الأيام الثلاثة التي نشر فيها الحوار كان هو الخبر الأبرز في أغلب القنوات الفضائية. التنافس الشرس الذي دخلت فيه الصحافة مع الفضائيات، كان دائما في صالح الأخيرة، التي تنقل الخبر في وقته، وتصل إلي المتلقي أسرع، وأسهل، وأوفر، أضف علي ذلك ان المصادر أصبحت تفضل الفضائيات علي الصحافة، لأسباب معنوية، وكادت الفضائيات تأخذ مقعد الصحافة علي القمة، فجاء هذا الحوار العبقري، ليعيد الصحافة إلي وضعها الصحيح والطبيعي. الشكر الموفور للسيسي ورزق، فالأول اختار الصحافة وفضلها علي الفضائيات بعكس كل المسئولين، ولعلهم يتعملون والثاني استطاع بشطارته وتميزه الصحفي أن ينال ثقة الرجل الأول في مصر.. وأعاد أيام الحصري للصحافة عندما كان الصحفي مصدر ثقة صانعي القرار. وإذا كان السيسي يذكرنا بعبدالناصر والسادات وقادة مصر العظام الوطنيين، فإن ياسر رزق يستكمل مسيرة مصطفي أمين وهيكل وموسي صبري.