قال الزعيم الأعلي الإيراني آية الله علي خامنئي، السبت 5 أكتوبر، إنه يدعم المبادرة الدبلوماسية للرئيس حسن روحاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إلا أنه أضاف أن بعض ما حدث هناك "لم يكن ملائما". ولم يذكر خامنئي اعتراضاته بشكل واضح لكنه قال كذلك إنه لا يثق في الولاياتالمتحدة كشريك في التفاوض مما يشير إلى قدر من عدم الموافقة على حديث هاتفي بيت روحاني والرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقال خامنئي في خطاب بثه التلفزيون الإيراني "ندعم تحركات الحكومة الدبلوماسية ونعطي أهمية للجهود الدبلوماسية ونساند ما تم في هذه الرحلة." وأضاف "بالطبع نرى أن بعض ما حدث في رحلة نيويورك لم يكن ملائما." ولم يدخل خامنئي في تفاصيل لكنه قال "بينما نحن متفائلون بشأن العاملين الدبلوماسيين في حكومتنا إلا اننا متشائمون بشأن الأمريكيين. الحكومة الأمريكية ليست جديرة بالثقة ومتغطرسة ولا تفي بوعودها." وبالرغم من تحفظات خامنئي إلا أن من المرجح أن يوفر تأييده العام لروحاني حماية ضد المتشددين المحافظين الذين يعارضون مبادرته "للتفاعل البناء" مع العالم لتخفيف عزلة طهران الدولية التي ألحقت بها أضرارا اقتصادية. وكان خامنئي - الذي لديه الكلمة العليا في السياسة الأمنية والدبلوماسية في ظل النظام الإيراني الذي يجمع بين حكم رجال الدين والحكم الجمهوري - قال قبل زيارة روحاني إنه يؤيد "المرونة البطولية" في الدبلوماسية لكنه نبه إلى أنه يتعين على الجمهورية الإسلامية دائما أن تتذكر من هم أعداؤها. والمكالمة الهاتفية بين روحاني وأوباما التي تمثل أعلى مستوى للاتصالات بين البلدين منذ عام 1979 جاءت في نهاية أسبوع من التواصل بين الغرب وروحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف. وعزز الفوز الكاسح لروحاني وهو رجل دين وسطي في الانتخابات التي جرت في يونيو حزيران من آمال التوصل الى تسوية عن طريق التفاوض لنزاع طهران المستمر منذ فترة طويلة مع الغرب بشأن برنامجها النووي رغم ان خامنئي هو الذي له القول الفصل في أي اتفاق. ونال روحاني أيضا تأييدا قويا من البرلمان الإيراني لخطواته التصالحية في الأممالمتحدة وهي لفتة مهمة نظرا لسيطرة الأجنحة المؤيدة لخامنئي على البرلمان. وقال دبلوماسي مقيم في طهران إن تصريحات خامنئي المحسوبة تبدو كما لو كانت محاولة لتقليل التوقعات من المفاوضات في المستقبل القريب. وقال الدبلوماسي الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن اسمه "هناك بالفعل علامات تثير الشك وهذه التصريحات ليست مفاجئة على نحو ما. "الفجوة بين الولاياتالمتحدةوإيران كبيرة جدا. لا يمكن التغلب عليها بالابتسامات وروح الصداقة، إنه "خامنئي" يعطيها فرصة ولكن إذا فشلت فإنه سيعود إلى طريقه." وعندما كان روحاني في نيويورك أكد أن الأجواء تغيرت بين إيرانوالولاياتالمتحدة وقال إن هدفه هو حل المشكلات وأن يسعى "لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين." ويواجه كل من روحاني وأوباما معارضة في الداخل للتقارب من قبل الذين لديهم مخاوف من أن يميل أي من الرئيسين لتقديم تنازلات قبل أن يتخذ الطرف الآخر خطوات ملموسة. وأعاق هذا الجدار من انعدام الثقة المفاوضات. وفي أحد المؤشرات على العقبات أمام إعادة بناء العلاقات التي قطعت في عام 1980 قال ظريف لشبكة سي.إن.إن. التلفزيونية الأمريكية إنه "محبط" من البيان الذي أدلى به أوباما في واشنطن الأسبوع الماضي بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وهددت إسرائيل بمهاجمة إيران إذا لم توقف برنامجها النووي وقال أوباما إن واشنطن "لن تسقط أيا من الخيارات المطروحة على الطاولة بما في ذلك الخيار العسكري" لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي. وقال ظريف في مقابلة مع سي.إن.إن. إن اللغة المستخدمة "مهينة للشعب الإيراني"، وتابع قائلا "التعامل مع الدول الأخرى باحترام متبادل لا يكون بتهديدها وبالسعي لترويعها... الشعب الإيراني لا يتجاوب تماما مع لغة التهديدات والترويع هذه."