اصطدمت حملة الرئيس الإيراني لاستمالة الغرب واختلاف نهجه عن سلفه الذي كان ينفي حدوث محارق نازية لليهود بحائط شك في إسرائيل زاد صلابة بمواصلة طهران لبرنامجها النووي. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انه لن ينخدع بمبادرة حسن روحاني للتواصل وطالب العالم ألا ينخدع بها أيضا. ولذلك سيكون نتنياهو حين إلي الولاياتالمتحدة الأسبوع المقبل -وفقا لوصف مساعدين- في مهمة لفضح إدارة إيران الجديدة التي يرى فيها الغرب شريكا محتملا واعدا في المفاوضات الرامية لوقف ما يخشى أن يكون توجها لتطوير أسلحة نووية. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع يشارك في الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة لرويترز "توقعنا منذ انتخاب روحاني أن يجرى حوار أمريكي مع إيران. وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رأى اوباما أن اقتراحات روحاني ربما "تقدم الأساس لاتفاق ذي مغزى" مع إيران لكنه لم يصل إلى حد تقديم أي عرض بتخفيف العقوبات التي تشل الاقتصاد الإيراني. وأكد روحاني في أول كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء والتي قاطعها الوفد الإسرائيلي استعداد إيران للدخول على الفور في محادثات "محددة بإطار زمني" بشأن القضية النووية. وعلى الرغم من ذلك لم يعرض تقديم أي تنازلات جديدة. كما تفادى روحاني في مقابلة مع شبكة سي.ان.ان التلفزيونية استخدام كلمات تنفي حدوث محارق اليهود -التي كان يستخدمها سلفه المتشدد محمود أحمدي نجاد- مع ابتعاده أيضا عن الاعتراف بمقتل ستة ملايين يهودي بأيدي النازيين. وقال روحاني إن المحارق "جريمة منكرة" على الرغم من أن نطاقها مسألة متروكة لتقديرات المؤرخين. وصرح مستشار للحكومة الإسرائيلية مشارك في وضع السياسة الخاصة بإيران لكنه ليس من دائرة المقربين لنتنياهو "لا أظن أن هذا وقت الحيل. سيجعل كلامه مباشرا لتجنب أي سوء فهم لاسيما مع الأمريكيين". وقال مساعدو نتنياهو إن الخطاب الذي سيلقيه أمام الجمعية العامة الأسبوع المقبل لم يكتمل وربما ينتظر إلى ما بعد مناقشة قضايا إيران والحرب الأهلية السورية ومحادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية مع اوباما يوم 30 سبتمبر. وأشار مسؤول إسرائيلي إن خطاب نتنياهو "سيزيح الستار عن التمويه الذي يمارسه الإيرانيون في مسعى لكسب الوقت بينما يسيرون قدما لتحقيق النجاح النووي" واصفا النقطة التي سيتوفر فيها لدى إيران يورانيوم مخصب كاف لصنع قنبلة نووية سريعا إذا ما قررت ذلك.