يعد مسجد السلطان حسن من أكثر مساجد العصر المملوكي التي تم بناؤها بأموال طائلة فذكرت بعض الكتب أن تكلفة بنائه بلغت 750 ألف دينار من الذهب. وهو من أعظم المساجد المملوكية وأجلها شأنا وأكثرها فخامة و أحسانها شكلاً فقد جمع بين ضخامة البناء وجلال الهندسة، وتوفرت فيه دقة الصناعة وتنوع الزخرف، كما تجمعت فيه شتي الفنون والصناعات فنرى دقة الحفر في الحجر ممثلة في زخارف المدخل ومقرنصاته العجيبة، وبراعة صناعة الرخام ممثلة في وزرتى القبة وإيوان القبلة ومحرابيهما الرخاميين. فقد وصفه الرحالة المغربي"لزورثيلاتي" .. "أنه مسجد لا ثاني له في مصر ولا غيرها من البلد في فخامتة بنائه". أنشأ المسجد الناصر حسن بن الناصر محمد بن المنصور قلاوون، الذي يرجع أصله لأسرة قوون المملوكية التي حكمت مصر ما يقرب من مائة عام. وعرف السلطان حسن بحبه و اهتمامة الكبير بالعمارة، وهو ما جعلة يقوم علي انشاء الكثير من المباني الفاخرة. وانشأ مسجده هذا علي نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، يتفق تخطيط المسجد مع الطراز المملوكي، فللمسجد أربعة أواوين متعامدة وفي الوسط صحن مكشوف، وفي كل أيوان يوجد باب يؤدي إلي مدرسة أحد المذاهب الإسلامية الأربعة "الشافعي، الحنفي، المالكي، و الحنبلي" وبذلك يحيط بالمسجد أربع مدارس ففي الأربع جهات للأربع مذاهب. وتبلغ مساحة المسجد 7906 متر و طوله 150 متر وعرضه 67 متر. وأمر السلطان حسن ببناء المسجد سنة 757 ه/ 1356 م واستمر العمل فيه لمدة ثلاث سنوات بدون توقف، إلي ان مات قبل ان يتم بناؤه، و أكمله من بعده أحد امرائه بشير الجمدار الذي أتم بناءه سنة 764 ه / 1363 م . يتوسط صحن المسجد قبة معقودة علي مكان الوضوء تحملها ثمانية أعمدة رخامية مدون عاليها آيات قرآنية في نهايتها تاريخ انشائها 766ه ، وتحيط بدائرة أيوان القبة وزرة رخامية يتوسطها المحراب وعلي يمينه المنبر الرخامي، ويعلو الوزرة الرخامية طراز محفور بآيات قرآنية من سورة الفتح. ويوجد بهذا الأيوان بابان بجوار المنبر الرخامي يؤديان إلي القبة و الضريح ويوجد بغرفة الضريح كرسي للمصحف الشريف . وتقوم القبة خلف جدار المحراب بعد أن كانت تشغل أحد الأركان في المساجد الأخرى، وظهر هذا الوضع أول مرة بمسجد السلطان حسن، ويتوصل إليها من بابين علي يمين و يسار المحراب. وتبلغ مساحة القبه 21 في 21 ومدون أعلي المحراب وزرة رخامية يعلوها طراز خشبي مكتوب بنهايته تاريخ الفراغ من بناء القبة القديمة وهو سنة 764 ه. ويوجد مئذنتان رشيقتان بجوار المحراب وتعد المئذنة الجنوبية أقدم المئذنتين الموجودتين حالياً وارتفاعها 81.60 متر، أما الشمالية فهي الأصغر وجددت هي و الجزء العلوي من القبة سنة 1672 م عقب سقوطهما سنة 1261 م . ولمسجد السلطان حسن وجهتان أولهما الوجهه العمومية و التي يبلغ طولها 150 مترا ومفتوح بها شبابيك لمساكن الطلبة، وتنتهي من أعلي كالوجهه الشرقية والمدخل به كورنيش ضخم من المقرنصات المتعددة، ويبلغ بروزه حوالي 1.50 متر، والجزء الخلفي له يبلغ ارتفاعه 38 متر و يمتاز بضخامته و زخارفة المتنوه المحفورة في الحجر أو المتوجه بالرخام. أما الوجهه الثانية فهي المشرفة علي ميدان صلاح الدين وتتوسطها القبة و تقوم علي يمينها المئذنة الكبيرة وعلي يسارها المئذنة الصغيرة. يذكر أن مسجد السلطان حسن هو المسجد الذي اختارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما لزيارته أثناء وجوده في مصر.