"في البداية يتجاهلونك .. ثم يسخرون منك .. ثم يحاربونك .. ثم تنتصر!"..هكذا لخص المهاتما "غاندي" الكفاح في سبيل هدف يسعي الأفراد إلى تحقيقه في حياتهم باستخدام أكثر الطرق سلمية وتحضر. كان سر شهرة غاندي أنه استطاع من خلال أعماله لا أقواله أن يرسخ لمبادئ الاحتجاج السلمي أو "اللاعنف" التي كان أول من استخدمها حول العالم، وذلك من خلال العصيان المدني و الانقطاع عن الطعام و الاعتصامات والاحتجاجات ..وقال عنها أنها أكثر الأسلحة دمارا في تاريخ البشرية. و على الرغم من أنهم في البداية نظروا إليه على أنه مقاتل سلبي وينظر للأشياء بنظرة سطحية دون اعتبار لمعايير القوى المختلفة التي يمكن أن يستخدمها المعتدي مع المتظاهرين أو المطالبين بحقوقهم، كان غاندي متمسكاً بمبادئه. بدأ المهاتما حياته بحسب تقاليد قريته الهندية التي ولد فيها، فقد تزوج وهو بسن ال13 ثم أراد أن يستكمل دراسته فسافر على لندن لتعلم الحقوق، وفي البداية حاول غاندي أن يصبح مواطنا بريطانيا نبيلا، لكنه لم يكن يملك أي شيء، و أدرك سريعا أن الحياة السريعة بلندن قد أغرته وأن العلم هو سبيله الوحيد فأستكمل دراسته وعاد إلى الهند.. وهناك بدأ عمله في شركة جعلته مندوبا لها في جنوب أفريقا، حيث رأى غاندي لأول مرة ما لم يكن يعلم عن التفرقة العنصرية والتعصب ونبذ الطوائف المختلفة، فقضى 25 عاما من الكفاح لإرساء بعض القوانين التي تدعو إلى نبذ التفرقة والتوصل إلى تسوية مع الحكومة لإعادة صياغة القوانين بما يضمن الحقوق.. بعد أن استطاع غاندي تحقيق ما يريد في جنوب أفريقيا عاد مع أسرته إلى بلده، و بدأ مرحلة جديدة من الصراع ضد بريطانيا التي كانت تضع قواعدها المسلحة هناك بلا شروط أو قواعد واضحة للخروج، و مع الوقت ارتفع شأن غاندي كمناضل سلمي مدني يخرج في اعتصامات وتظاهرات للمطالبة بحقوق العمال والفلاحين، يدافع عن حقوق الأقليات بدون أي استخدام للعنف، وكانت الحكومات عندما تجده يتمادى في الانقطاع عن الطعام أو "الصيام" كما يسميه، تدخل معه في تسويات تُحسم لصالح الطرفين.. جاءت نهاية "الروح العظيمة" أو المهاتما على يد شاب هندوسي متعصب، عندما وجد غاندي يدافع عن حقوق الأقلية المسلمة فأطلق علية ثلاث طلقات نارية أردته صريعاً.