أعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير د. بدر عبد العاطي عن أسف مصر الشديد لقرار مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي الذي صدر 5 يوليو بتعليق مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي علي خلفية الأحداث الأخيرة بالبلاد. وأكد المتحدث على أن هذا القرار قد تم اتخاذه بناءً على معلومات لا تمت للواقع بصلة ودون الأخذ في الاعتبار حقيقة أن ما حدث في مصر يوم 30يونيو كان نتيجة مطلب شعبي جسده خروج عشرات الملايين من المصريين للشوارع للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لافتا إلي أن تحرك القوات المسلحة قد جاء استجابة لهذه المطالب ولمطالب القوى السياسية المختلفة، ولمنع احتمالات حدوث صدام بين أبناء الوطن تكون له تداعيات كارثية، وانه يجرى حالياً تنفيذ خريطة الطريق التي تضمنها بيان القوات المسلحة وصولاً إلي إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وانتخابات برلمانية. ولفت المتحدث الرسمي إلي أن وزير الخارجية محمد عمرو قد أجري اتصالات مكثفة علي مدار اليومين الماضيين مع نظرائه الأفارقة وكبار المسئولين في الإتحاد الإفريقي كان آخرها اتصال تم في ساعة مبكرة اليوم مع مفوضة الاتحاد الأفريقي زوما، بالإضافة إلي وزير خارجية الكاميرون الذي تتولي بلاده رئاسة مجلس السلم والأمن الإفريقي خلال الشهر الحالي ووزير خارجية الجزائر، ومفوض السلم والأمن "رمضان العمامرة " . وأشار المتحدث إلي أن وزير الخارجية "عمرو" قد قام خلال هذه الاتصالات بتقديم شرح واف لحقيقة الأحداث في مصر وأن تحرك القوات المسلحة لا يمكن وصفه مطلقاً بالانقلاب العسكري وإنما جاء استجابة لمطالب مشروعة من جموع الشعب المصري التي خرجت بالملايين وتم بالتشاور مع القوي السياسية المختلفة والرموز الدينية، وجاء لمنع وقوع كارثة بين أبناء الوطن في ظل حالة الاستقطاب العميقة القائمة، وحقيقة أن القوات المسلحة ليس لها دور سياسي خلال المرحلة الانتقالية. كما طرح الوزير "عمرو" إمكانية تأجيل عقد هذا الاجتماع وإيفاد بعثة من الإتحاد الإفريقي لمصر للوقوف علي حقيقة الأوضاع بها. وأضاف المتحدث أن تعليق أنشطة مصر لا يعني علي الإطلاق خروجها من عضوية الإتحاد الإفريقي وتتوقع مصر من أشقائها الأفارقة تقديم كل الدعم لشعب مصر خلال هذه الفترة الدقيقة من تاريخه باحترام مطالبه وتطلعاته المشروعة، مشيراُ إلي التضحيات والدعم الكامل الذي قدمته مصر لأشقائها الأفارقة على مدار الخمسين عاما الماضية من واقع مسئولياتها التاريخية تجاه القارة.