صدر حديثا عن دار العين الترجمة العربية لكتاب "101 أسطورة توراتية ، وكيف ابتدع الكتبة القدماء التاريخ التوراتي " لجاري جرينبرج. وحظى الكتاب باهتمام بالغ وأهمية قصوى لدى العلماء والباحثين المهتمين بالكتاب المقدس ، وأثار ضجة كبيرة في الأوساط المعنية بالتوراة. ويعرض الكتاب الذي قامت بترجمته دينا إمام الجوانب العديدة لتطور التاريخ التوراتي، من هيئته الأولى وحتى شكله الحالي، وكيفية حدوث ذلك، كما يتناول الكتاب قصص العهد القديم بالفحص والتمحيص، لإظهار الطابع الأسطوري لهذه الروايات. ويحاول الكتاب أن يبسط العديد من الفرضيات التي يتفق على صحتها معظم علماء اللاهوت، إلا أنه يعرض في العديد من الحالات الأخرى وجهات نظر جديدة تجاه بعض الأمور المحيرة التي لم يبحثها المجتمع الأكاديمي بشكل جيد بعد، لينصب اهتمام البحث بشكل خاص على إظهار التأثير العظيم للأساطير والكتابات المصرية القديمة على التاريخ المبكر للعهد القديم وهو الأمر الذي تم تجاهله. يلجأ البشر لقراءة الكتاب المقدس " the Bible " لأسباب شتى ، فبعضهم يبحث عن الهدى والرشاد في حكمه المبطنة ، وبعضهم يسعى لتذوق فنه الأدبي الذي يعد من أجمل ماكتب في السرد والشعر المرسل ، ولم يزل البعض الآخر يرى فيه صورة من صور التاريخ المكتوب عن أصل جذورنا الحضارية ، فيما يرنو له الكثيرون لتبصر أحوال حضارات غابرة ومطالعة حياة شعوبها . لكنه ، يظل بالنسبة للملايين ، كلمة الرب المعصومة من الخطأ ، التي يجب إطاعة وصاياها بكل تقوى ، والتي لابد لتعاليمها أن ترشدنا لتنظيم مجتمعنا ، مع ذلك فهناك من يدرسون علوم الكتاب المقدس لأهداف بحثية ترمي لتحديد شخصيات كتبته ، وعصور كتابته ومافيه من وقائع حقيقية وكيفية تحولها للشكل الحالي ، بالنسبة لهؤلاء تبدو تلك المهمة كأنها مجموعة معقدة من الأحاجي التي يبقى معظمها مستغلق على الحل .