تألق النجم توم كروز في فيم " أوبليفيون" الذي يشاركه بطولته مورجان فريمان وأولجا كورلينكو وأندريا روزبرو وهو من إخراج جوزيف كوزينسكي.. وأبليفيون من أفلام الخيال العلمي وتدور أحداثه في عام 2077 أي بعد ستين عاما من تدمير كوكب الأرض تدميرا شبه تام في عام 2017.. فقد قام فضائيون " آكلوا الجيفة" بغزو الأرض فتمت هزيمتهم ولكن بعد تعرض كوكبنا لتدمير شبه كامل وباتت الاشعاعات تغطي سطحه.. وفي هذه الظروف صارت القلة القليلة من البشر تعيش في بيوت فضائية حيث يراقبون تحركات فلول آكلي الجيفة على الأرض ويصلحون طائرات المراقبة بدون طيار التي تتعرض لأعطال خلال دورياتها على الأرض.. ومن بين هؤلاء توم كروز أو الفني جاك المناط به اصلاح الطائرات بدون طيار المعطوبة ومراقبة فلول الفضائيين على الأرض والذي يعيش مع زميلته فيكتوريا " أندريا روزبرو" في بيت فضائي رائع على بعد 3 آلاف كيلومتر فوق سطح الأرض.. وهما لا يتذكران شيئا من حياتهما الماضية قبل الغزو الفضائي ويعيشان سويا حياة رائعة.. كما أنهما لم يريا قط رئيستهما سالي بشكل مباشر والتي توجه لهما التعليمات من المحطة الفضائية الرئيسية التي يعيش بها البشر بعد تدمير الأرض.. وفي إحدى مهامه على الأرض يعثر على مركبة فضائية بشرية وبجوارها نعش فضائي لانسانة في مرحلة سبات وهي جوليا " أولجا كورلينكو" فأخذها معه إلى بيته الفضائي مخالفا التعليمات التي تحظر اصطحاب أي شئ من الأرض .. ولدى رؤيته جوليا راودته ذكريات بشأنها ليتضح فيما بعد أنها كانت زوجته.. تصر جوليا على العودة إلى سفينتها والحصول على الصندوق الأسود لمعرفة ما حدث فيعود معها جاك ليقعا أسيرين في يد آكلي الجيفة ليتضح أنهم بشر يقودهم مورجان فريمان أو مالكوم.. يقول له فريمان انه لاحظ اختلاف جاك عن الآخرين فهو التقط كتابا ذات يوم وبنى بيتا على بحيرة جميلة على الأرض .. لم يفهم كروز المقصود ولكن فريمان أطلق سراحه وطالبه أن يعرف الحقيقة لأن كل ما تحويه ذاكرته خطأ ومعلومات معكوسة.. ولدى عودة جاك وجوليا إلى سفينتها يفاجئ برجل آخر في مهمة لاصلاح طائرة بدون طيار ويتشاجر معه ليجد أنه نسخة بالكربون منه هو شخصيا فينتصر على ذلك الرجل وتتوالى الأحداث والحقائق.. يعلم جاك هاربر أنه كان طيارا في مشاة البحرية وان الفضائيين اختطفوه هو ومساعدته فيكتوريا واستنسخوا منهما الآلاف واستخدماهما ضد أهلهم من البشر.. ويعلم أن الفضائيين دمروا الأرض ويستنزفون ما تبقى من مواردها وأن المقاومة البشرية لديها قنبلة نووية تريد استخدامها في تدمير المحطة الفضائية وهي المقر الرئيسي للغزاة.. ويجد نفسه أمام خيار واحد هو أن يقوم بهذه المهمة بنفسه لانقاذ فلول البشر وما تبقى من الأرض.. وقد كان.. هكذا يتناول الفيلم مجددا ملحمة الصراع بين ما هو بشري وما يعنيه ذلك من قيم الحرية والاختلاف وما هو غير بشري وهو الفضائي الديكتاتوري الذي يستنزف موارد الأرض لصالحه ويستنسخ البشر ليحولهم إلى آلات قتل ضد اخوتهم البشر .. فهم جميعا متشابهون ويلتزمون بالسمع والطاعة ..ولا يناقشون.. فهم لا يعرفون الحقيقة ولا يريدون.. وانما ينفذون فقط تعليمات سالي القادمة من أعلى.. وعندما تمرد أحد هؤلاء المستنسخين على السمع والطاعة سقط القناع وانهار جبل الأكاذيب وانتصرت الحرية على العبودية.. وفي المشهد الأخير تعيش جوليا في البيت الذي بناه جاك على شاطئ البحيرة وقد أنجبت منه طفلة صغيرة وينضم إليها من تبقى من البشر ومعهم الرجل الآخر الذي تشاجر معه جاك وهزمه عندما كان يحاول اصلاح إحدى المركبات.. انه نسخة آخرى من جاك.. إنه فيلم رائع في إخراجه وتصويره واتسم فيه أداء الممثلين بالامتياز والتألق.. وفي النهاية نجد أنه اذا كانت هناك ذرة من آدمية وعقل ناقد في نفوس أحد المستنسخين فهناك أمل في انهيار السمع والطاعة وسقوط العبودية..