مات سلفستر .. قلبى حزين على فراقه. سلفستر هو أول قط اشتراه ابنى باسم منذ 4 سنوات .. ؟ رافقت ابنى فى رحلة شرائه ورغم أنها المرة الأولى فى حياتى أدخل محل تربية حيوانات أليفة .. وكان دهشتى من السعر لأننى لم أتوقع يوماً أن أشترى قطة . عشت نصف حياتى فى الصعيد ومنزلنا كان به العديد من القطط بخلاف قطط الجيران والأقارب .. وكانت والدتى تنصحنى بعدم ضربها والعطف عليها . وفى رحلة البحث لشراء قط ابنى كان الاستقرار على سلفستر الذى وجدناه حزيناً صامتاً عكس كل القطط بالمحل .. والذى شعر بمحبة تجاهنا عندما حملناه . انتقل سلفستر للحياة معنا .. وتقرب منا وأصبح صديقاً وفياً لنا .. وأصبح فى شهوره الأولى مرافقاً لابنى فى أى مكان يتواجد فيه داخل الشقة .. أثناء المذاكرة كان يجلس على مكتبه كأنه رقيب له .. وإذا رحل للنوم رافقه ونام أسفل السرير الذى ينام عليه .. ثم يأتى لى ليجلس خلف جهاز اللاب توب حتى انتهى من عملى وبعدها يصاحب ابنى حتى صباح اليوم الثانى . مرت أيام وأسابيع وسلفستر يعيش معنا راضياً بحالنا سعيداً معنا ونحن سعداء وكنت أنا وابنى نبحث عنه عند دخولنا إلى الشقة تحول لمصدر بسمة فى حياتى على الرغم انه حيوان لكن داخله اخلاقيات البشر غير الملوثة .. كان يمتلك احساساً صعب نجده فى البشر . عضب سلفستر ذات مرة من استقدام قط آخر جاء هدية لابنى وعاقبنا بالاختفاء 3 أيام ولم يصاحب القط الجديد إلا بعد أسابيع طويلة .. لأنه شعر بأنه سيسرق منه اهتمامنا . ولم يفارقنا سلفستر خلال السنوات الأربعة إلا أيام قليلة وهى فترة سفرنا إلى الصعيد .. وصاحبنا كثيراً إلى المصيف . طوال السنوات الأربعة وسلفستر محافظ على الأماكن التى اعتاد النوم والجلوس فيها .. كان يعشق النوم على مكتب ابنى كأنه حارس للكتب يحافظ عليها . فى طفولته كان لا يهدأ .. يلعب بأى شىء يجده على الأرض .. أحياناً يدخل فى وصلة لعب مع ابنى أثناء نومه يريد أن تصله رسالة بأنه موجود معه فى نفس الغرفة . الاسبوع الماضى شعرت بأن سلفستر لا يفارق مكانه منذ الصباح وقررت الذهاب به إلى الطبيب وعندما دخلنا إلى العيادة شعر سلفستر بأنه فى عيادة الطبيب .. التزم الهدوء .. وعندما كشف عليه الطبيب كان مطيعاً . وعندها قرر الطبيب اجراء جراحة سريعة له .. آهاته لا تختلف عن آهات البشر .. وخرج من العيادة وهو منهك .. وقال لى الطبيب سيكون فى غيبوبة ربما تستمر يوماً .. ولكن كانت ارادة الله .. ومات سلفستر بعد 3 أيام وتركنا حتى نتأكد بأنه كان شيئاً غالياً علينا .. تركنا لمشاعرنا التى تأكدنا اننا فقدناه بعد 4 سنوات من الصداقة .. وجلسنا أنا وابنى يوم موت سلفستر على مائدة الطعام .. كل منا جلس للأكل من أجل الآخر .. لم نأكل بل كان كل كلامنا حول القط الذى قلب حياتنا وجدد أحزاننا كأنه انسان عاش معنا . ورفعت كل الأطباق كما هى .. وأكملنا الحديث عن سلفستر الذى أخرج أوراق الشجن برحيله وأصبحنا نتكلم عن الرحمة وعن الرسول صلى الله عليه وسلم الذى زار طفلاً عندما توفى طائره .. وعن سيدنا عمر الذى كتبت له حسنات بسبب تحرير عصفور من صغار كانوا يعذبونه. لست مرهفاً لأننى أكتب عن قط ولكن زرع الله فى قلبى رحمة تجاه الغير .. والرحمة اسم من أسماء الله الحسنى ، وكما قيل ارحم ترحم .بموت سلفستر طرأت على عقلى أسئلة لم أفكر فيها سابقاً ؟ هل فى الآخرة سأرى سلفستر؟! هل سيشهد سلفستر بأننى كنت صديقاً حنوناً عليه فى الدنيا ؟!