قال زعماء المعارضة السورية، الاثنين 21 يناير، إنهم لم يتمكنوا من الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية لإدارة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سوريا. ويمثل ضربة للمعارضة في المنفى التي تحاول إيجاد بديل لنظام الرئيس بشار الأسد. وتعثرت الجهود السياسية الرامية لحل الصراع في سوريا بسبب إخفاق المعارضة في تشكيل جبهة موحدة وبسبب انقسام القوى العالمية في دعمها لطرفي الصراع. وأبرزت المحادثات التي عقدها ممثلون عن الائتلاف الوطني السوري المعارض في اسطنبول في مطلع الأسبوع الانقسامات داخل الائتلاف الذي يضم 70 عضوا ويهيمن عليه الإسلاميون وحلفاؤهم. وقال زعيم في المعارضة السورية حضر الاجتماع لكنه طلب عدم نشر اسمه لأنه يعمل سرا داخل سوريا "هذه ضربة كبيرة للثورة على بشار الأسد." وقالت مصادر في المفاوضات في تركيا إن معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري توجه إلى قطر أثناء انعقاد الاجتماع لطلب مساعدات مالية لحكومة انتقالية. وقال الائتلاف الوطني السوري في بيان إنه شكل لجنة من خمسة أعضاء لعرض مقترحات لتشكيل حكومة خلال عشرة ايام، ومع ذلك فإن الاسم الوحيد الذي طرح خلال الاجتماع كرئيس للوزراء في حكومة انتقالية هو رياض حجاب رئيس الوزراء السوري السابق. وقال المعارض المخضرم كمال اللبواني إن حجاب -وهو أعلى مسؤول سوري ينشق عن نظام الأسد منذ اندلاع الانتفاضة في مارس عام 2011- سيكون رئيسا فعالا للحكومة رغم عمله السابق مع نظام الأسد وأنه يجب إعطاؤه فرصة. وقتل أكثر من 60 ألف شخص في الصراع المستمر منذ 22 شهرا في حين بلغ عدد اللاجئين 600 ألف لأجيء على الأقل وأصبح 2.5 مليون يعانون من الجوع، ولا يستطيع أي جانب من جانبي الصراع تحقيق نصر عسكري واضح. واستطاع مقاتلو المعارضة السيطرة على أراض لكن الجيش ظل يتفوق عليهم في القوة الجوية والتنظيم. ووصلت اليوم إلى تركيا قادمة من ألمانيا أول بطارية من ست بطاريات صواريخ باتريوت لحماية تركيا من أي هجوم قد تشنه سوريا بعد أن طلبت أنقرة من حلف شمال الأطلسي المساعدة في تعزيز الأمن على حدودها مع سوريا البالغ طولها 900 كيلومتر. ووصفت دمشق الخطوة بأنها "استفزازية" لأسباب من بينها أن طلب تركيا الصواريخ قد يعتبر خطوة أولى نحو فرض منطقة حظر جوي على سوريا وهو ما نفته تركيا بشدة. وانتقدت إيران وروسيا اللتان تدعمان سوريا طوال الانتفاضة قرار حلف الأطلسي قائلين إن نشر صواريخ باتريوت سيزيد من حده صراع تحجم معظم الحكومات الأجنبية عن الدخول فيه. وأصبحت القوى العالمية أكثر حذرا فيما يتعلق بدعم مقاتلي المعارضة خاصة وإن مقاتلين إسلاميين بعضهم له صلات بالقاعدة اخذوا زمام المبادرة في المعركة ضد قوات الأسد في الكثير من المناطق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن مقاتلين من جبهة النصرة الإسلامية اشتبكوا يوم الأحد مع جنود موالين للحكومة قرب قاعدة وادي الضيف العسكرية -وهي منطقة إستراتيجية يحاول مقاتلو المعارضة الاستيلاء عليها منذ أشهر. وأدت الطبيعة الطائفية المتزايدة للصراع إلى تثبيط همة داعمين محتملين يخشون من رد فعل عنيف من قبل الأغلبية السنية في سوريا ضد الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وقال المرصد السوري إن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا يوم الأحد في غارة جوية على منطقة حران العواميد شرقي دمشق. وأصبحت الأوضاع المعيشية أكثر صعوبة لسكان العاصمة بعد ارتفاع أسعار السلع الأساسية ونقص الوقود وقال البعض انهم أمضوا مساء الأحد بدون كهرباء مع اقتراب القتال من وسط العاصمة.