تضاربت الأنباء حول رهائن العملية التي نفذتها القاعدة في منطقة "عين امناس" بولاية إليزى الواقعة جنوب شرق الجزائر. وأبلغت مصادر بالجماعات المسلحة المسيطرة على بعض مدن الشمال في اتصال هاتفي لوكالة أنباء الشرق الأوسط فجر، السبت 19 يناير، أن الفدائيين المنفذين لعملية "عين امناس" لا يزالون يحتجزون رهائن غربيين. وأكدت صحيفة "أخبار نواكشوط" الموريتانية أن عدد منفذي عملية احتجاز رهائن غربيين في منطقة "عين امناس" كان نحو 40 مسلحا. وأضافت الصحيفة أن المسلحين التابعين لكتيبة "الموقعون بالدماء"، تسللوا إلى الأراضي الجزائرية عبر الحدود مع النيجر، وتمكنوا من اقتحام المجمع ، حيث احتجزوا عددا من الرهائن في المجمع السكني، وعددا آخر في المصنع. ونقلت عن القيادي في تنظيم "الموقعون بالدماء" عبد الرحمن النيجري قوله "إن بعض رفاقه من منفذي العملية وبعض رهائنهم تعرضوا للقتل خلال محاولة نقل المجموعة المحتجزة في المجمع السكني إلى المصنع، تعرضت سياراتها لقصف المروحيات الجزائرية، فقتل نحو 16 من الخاطفين، و 35 شخصا من الرهائن، بينما تحصنت المجموعة الأخرى في المصنع ومعها 7 من الرهائن الغربيين. وأضاف المتحدث باسم كتيبة "الموقعون بالدماء" أن المعارك مع الجيش الجزائري لا تزال مستمرة في منطقة "عين -امناس" النفطية، مؤكدا أن عناصر الكتيبة تحتجز بضعة رهائن داخل المجمع السكني في منشأة تابعة لشركة "بريتش بيتروليوم" البريطانية. ومن جهتها ، نقلت جريدة "الأخبار" الموريتانية عن المتحدث باسم كتيبة "الموقعون بالدماء" إن هناك عددا من الغربيين بين الخاطفين ..مؤكدا أن أحد هؤلاء الغربيين يحمل الجنسية الكندية، قبل أن يقول "إخوتنا من الغربيين يقاتلون معنا من أجل إنجاح العملية". ونفى المتحدث أن يكون الهدف من نقل الرهائن هو الذهاب بهم إلى شمال مالي، وأضاف "كنا نريد أن يلتحقوا بالمجموعة لتكون في مكان واحد ، لكن الجيش الجزائري فاجئنا بإطلاق النار فحدث الانفجار الذي قضى على أربع سيارات بمن فيها". وكانت كتيبة "الموقعون بالدماء" قد أعلنت الأربعاء الماضي مسئوليتها عن إرسال مجموعة ممن وصفتهم ب"الفدائيين" لاحتجاز مئات الرهائن من بينهم عشرات الغربيين، في منشأة للنفط في الشرق الجزائري. وتواترت تقارير متضاربة حول مصير الرهائن المحتجزين في "عين أميناس" بعدما هاجمت قوات خاصة جزائرية المنشأة. وأعربت الحكومات التي لها مواطنين بين الرهائن عن غضبها إزاء عدم إطلاعهم من جانب الجزائر قبل شن الهجوم. يذكر أن الجماعات المسلحة تعتمد في نشر بياناتها على صحف وإذاعات موريتانية وسط التعتيم الإعلامي الذي تفرضه فرنسا على حربها في الشمال المالي. وباتت القوات التلفزيونية والإذاعية الفرنسية تعتمد بشكل ملحوظ على الإعلام الموريتاني في تغطيتها لبعض أحادث الحرب.