لم يكن رموز النظام السابق يتخيلون في يوم من الأيام أن سجن طرة - ذلك المعتقل السياسي الذي يقع جنوبالقاهرة- سيكون مقرًا للقائهم بعد أن جمعتهم أروقة القصور والمباني الفخمة. سجن طرة صار أكثر شهرة عن ذي قبل والسبب يرجع للرئيس السابق محمد حسني مبارك، وولديه جمال وعلاء مبارك، ورئيس مجلس الشورى السابق صفوت الشريف، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق زكريا عزمي، ووزير الإعلام السابق أنس الفقي، ورئيس مجلس الشعب حينها أحمد فتحي سرور وغيرهم كثيرين. وكان رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، المتهم بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، هو أول من استقبل حكام مصر عند دخولهم سجن المزرعة. وضم سجن طرة رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف، ووزير داخلية مبارك حبيب العادلي ، وأمين التنظيم السابق بالحزب الوطني أحمد عز، ووزير الإسكان الأسبق أحمد المغربي ، وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان، ووزير السياحة الأسبق زهير جرانة. أحمد نظيف قضى رئيس الوزراء الأسبق د. أحمد نظيف ليلته الأولى داخل زنزانة انفرادية بسجن مزرعة طرة عقب صدور قرار بحبسه 15 يوماً لاتهامه في قضية اللوحات المعدنية. ووصل نظيف للسجن في الساعة الثامنة والنصف وسط حراسة أمنية مشددة من قبل القوات المسلحة والشرطة مكبلاً بالقيود الحديدية. وقضى نظيف ليلة عصيبة داخل سجن المزرعة ودخل غرفة المأمور الذي كان في استقباله، والذي أمر بفك القيود الحديدية المكبل بها نظيف مع أمين الشرطة، وطلب منه تسليم حقيبة جلدية كانت معه لحظة وصوله والهاتف المحمول والأموال والبدلة التي كان يرتديها. وجلس نظيف بغرفة مأمور السجن لحين الانتهاء من تنظيف وإعداد الزنزانة التي يسجن بها وجلس في صمت منحي الرأس ومعه كيس دواء، وتم إيداعه داخل سجن المزرعة "ب" المقابل لطريق الأوتوستراد. وبحسب مصادر في سجن طرة فإن وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان يقضي معظم وقت التريض، الذي تسمح به إدارة السجن، مع د. زكريا عزمي، خاصة وأن الاثنين من قائمة مدخني السيجار. سجناء الداخلية أما سجناء الداخلية، وهم اللواءات حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، وحسن عبد الرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة، وأحمد رمزي رئيس قطاع الأمن المركزي، وإسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة السابق، وعدلي فايد رئيس مصلحة الأمن العام، فقضوا معظم أوقات التريض مع بعضهم، باستثناء حبيب العادلي الذي شوهد أخيراً، وهو يحمل سبحة "99"، ولكنه يقضي معظم وقت الفسحة بالذهاب إلى "كانتين" السجن مع هشام طلعت بسبب حرص سجناء الداخلية على تجنب اللقاء به. ويضم السجن مجموعة أخرى تضم: عهدي فضلي رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم السابق، الذي ينزوي أغلب الوقت داخل غرفته مكتفياً بقراءة الصحف، ويشاركه نفس الهواية عمرو عسل رئيس هيئة التنمية الصناعية، الذي يقضي معظم الوقت في الدعاء، وهناك أيضاً علاء أبو الخير، العضو المنتدب المشارك في شركة "عز الدخيلة"، الذي انضم إلى قائمة نزلاء سجن طرة، بعدما قرر المستشار علي الهواري، المحامي العام الأول لنيابة الأموال العامة العليا، حبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات، بتهمة الاستيلاء على 31 مليون جنيه من أموال الشركة، بالاشتراك مع أحمد عز، إلى جانب تربحه لنفسه بمبلغ 11 مليون جنيه من أموال الشركة من دون وجه حق.