كان فيلم »الكيت كات« سببا في معرفتي بالكاتب والآديب العظيم ابراهيم اصلان حيث اصطحبني اليه الاديب الراحل والاعلامي الكبير توفيق عبدالرحمن لأ تحاور معه وأحاول الغوص الي اعماقه والابحار داخل فكره بعد ان حدثني عنه كثيرا اصدقائي الاعزاء خيري شلبي ومحمد مستجاب فقد كان الاول استاذ لمادة النقد التطبيقي في قسم الدراما عندما كنت طالبا في اكاديمية الفنون بينما كان الاخر زميلا عزيزا عملت معه في جريدة الشرق الاوسط ومجلة »المجلة« من خلال مكتب القاهرة وهي فترة اعتز بها كثيرا في مشواري الصحفي ويعلم الله كم افتقدهما الآن بعد رحيلهما حيث كان كل منهما قمة من قمم الهرم الادبي والروائي في مصر. وبعد ان اقتربت من ابراهيم اصلان منذ فيلم »الكيت كات« وجدت نفسي امام عبقرية انسانية لا مثيل لها في الواقع ولا ايضا في الخيال والاحلام رجل بسيط شديد العفوية ويتمتع بثقافة شاملة وواسعة في شتي المجالات وليس في مجال عمله كروائي والذي برع فيه وتميز واحتل فيه مكانة عالية تناطح عنان السماء وهو الامر الذي ابهرني بشدة في مواجهة هذا الاديب العبقري الذي لم يسع الي نجومية وهو في الواقع نجم النجوم في مجال عمله وموهبته التي احاطها بتواضع جم وسلوكيات رفيعة لرجل ينتمي الي طين هذه الارض ويعيش بين اهله وناسه رافضا ان يصبح مثل غيره من المشاهير ضيفا دائما في المنتديات والمجتمعات الراقية ومتحدثا ليل نهار امام عدسات القنوات الارضية والفضائية في التليفزيون فهو علي العكس من ذلك تماما كان يجد سعادته اكثر وهو جالس علي مقهي شعبي بين محبيه ومريديه وتلاميذه. ومن الاشياء التي لم انسها حتي الان الحوار الذي دار بيني وبينه عقب انتهاء العرض الخاص لفيلم »الكيت كات« حيث سألته عن رأيه بين ما كتبه في روايته »مالك الحزين« والسيناريو الذي جاء به داود عبدالسيد في رائعته »الكيت كات« التي جسدها نجم النجوم محمود عبدالعزيز وصنع من شخصية الشيخ »حسني« اسطورة تخطف عين كل من يشاهد هذا العمل حتي الان رغم مرور كل هذه السنوات علي ظهور هذا الفيلم العبقري والذي يعد واحدا من أهم ما انتجته السينما المصرية خلال القرن الماضي. لقد قال لي العظيم ابراهيم اصلان ردا علي سؤالي هذا: اسمع يا سيدي انا مبهور بالفيلم وسعيد به والتجربة رائعة واداء محمود عبدالعزيز مذهل وشريف منير خطفني والاخراج عبقري والسيناريو السينمائي تحفة ولكنني اعود واقول ان العمل الادبي صنعتي وهو ما يحمل توقيعي في كتاب وذكرتني تلك المقولة بنفس ما كان يرد به اديبنا الراحل القدير نجيب محفوظ عندما تقدم السينما احدي رواياته الشهيرة في عمل سينمائي. وعندما قدم الصديق العزيز المخرج مجدي احمد علي فيلمه »عصافير النيل« بطولة فتحي عبدالوهاب كرر نفس ما قاله في فيلم »الكيت كات« وكم تمنيت ان تتحول اعمال اخري من رواياته الرائعة الي افلام او مسلسلات تليفزيونية نعيش معها اوقاتا ممتعة مثلما حدث معنا في التجربتين السابقتين ولكن بكل اسف لم يحدث ذلك لاسباب لم افهمها حتي الان!. انني اتمني ان تقوم الدولة بتقديم التكريم اللائق بهذا الاديب العظيم والروائي الفذ فنحن ننتظر منحه جائزة النيل وفي انتظار ظهور جائزة من وزارة الثقافة تحمل اسمه تمنح لاصحاب المواهب الشابة في الثقافة الجماهيرية ونتمني ان نجد شارعا يحمل اسمه وتمثالا يزدان به احد مياديننا الكبري واثق ان هناك افكارا اخري عند صديقنا الاديب محمد سلماوي في اتحاد كتاب مصر تليق بقامة وحجم وعطاء وشموخ ابن مصر الخالد ابراهيم اصلان.