د. أسماء غريب - د. أمل عبدالعظيم أحدث دراسة عن ظاهرة أطفال الشوارع في مصر كشفت عن نتائج خطيرة سواء في مجال أسباب الظاهرة أو تأثيرها السلبي علي هؤلاء الاطفال وعلي المجتمع وذلك من خلال رسالة الدكتوراة التي أعدتها الباحثة أمل عبد العظيم بكلية التمريض بجامعة أسيوط وتحت إشراف الدكاترة شكرية عدلي، أسماء غريب محمد بكلية التمريض بالجامعة وتامر الحفناوي من جامعة بني سويف. وبعد أن أوضحت الرسالة في البداية أن أطفال الشوارع هم المجموعة الاجتماعية الأكثر ضعفاً في أي مجتمع وأصبح هناك عدة عوامل تسهم في تصاعد حجم هذه المشكلة خاصة في البلدان النامية منها زيادة معدلات الفقر وانتشار العنف والتفكك في الأسرة، فضلاً عن تردي الظروف الاقتصادية العالمية وتراجع الدور الاجتماعي للمؤسسات المعنية. وبعد أن تم تطبيق الدارسة لمدة عام كامل علي 101 من أطفال الشوارع في الفئة العمرية من 6 : 17 عاماً شملت تقييم الحالة الصحية لهذه الفئة مع تحديد عوامل الخطورة الأكثر شيوعاً والتي تؤثر علي الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية لديهم توصلت الرسالة إلي العديد من النتائج الخطيرة منها ارتفاع نسبة الذكور في عينة أطفال الشوارع إلي 83.2٪ ولم تتعد نسبة من يرتاد المدارس منهم نسبة 2٪ في حين لم يلتحق 29.7٪ منهم بالتعليم من الأساس فضلاً عن أن غالبية الآباء والأمهات كانوا من غير المتعلمين ويعملون و25.7٪ من هؤلاء الآباء كانوا لا يزالون متزوجين، وأن نسبة 33.7٪ من هؤلاء الأطفال لديهم زوجات أب و14.9٪ لديهم أزواج أم، كما خلصت النتائج إلي أن نسبة الأطفال الذين مازالوا علي صلة بوالديهم لا تتعدي نسبة 33.7٪ بينما أقر 12.9٪ منهم أن والديهم كانوا قادرين علي تلبية احتياجاتهم وأوضحت النتائج أن السبب الأكثر شيوعاً للجوء هؤلاء الأطفال للشوارع كان كسب المال بنسبة 98٪ بينما جاء دافع العمل مع الأصدقاء بنسبة 41.6٪ وسوء معاملة الأسرة 36.6٪ والهروب من الأسرة 32.7٪ بينما شكل عامل طلاق الوالدين سبباً في لجوء 28.7٪ من هؤلاء الأطفال للشارع وكانت مهنة بيع البضائع علي رأس الأعمال التي يمتهنونها بنسبة 74.3٪ والتسول بنسبة 57.4٪ والسرقة 35.6٪ بينما أقرت نسبة 5٪ من الأطفال بالعمل في مجال الجنس وأن نسبة 58.4٪ مارس الجنس لأسباب مختلفة منها عامل التهديد بنسبة 79.7٪ ومن أجل المال بنسبة 30.5٪. كما أوضحت النتائج أيضاً أن نسبة الأطفال في العينة الذين أدمنوا التدخين بلغت 83.2٪ ويستخدم 74.3٪ منهم مواد الادمان، و68.3٪ يعتقدون في التأثيرات المفيدة للإدمان كما تبين من الدراسة أن جميع الأطفال في الشريحة مارسوا السلوك العدواني بشكل أو بآخر وأن 21.8٪ منهم ارتكبوا العنف ضد أنفسهم، كما تعرض ما نسبته 88.1٪ لاعتقال الشرطة والهجرة بنسبة 80.2٪ وتبين أن الرهاب كان من المشاكل النفسية الأكثر شيوعاً بنسبة 83.2 ٪ كما أوضحت الدراسة أن المشاكل الجسمانية الأكثر شيوعاً في العينة كانت نقص الوزن بنسبة 57.4٪ وأعراض سوء التغذية بنسبة 68.3٪ وتسوس الأسنان 58.4٪ كما كانت العينة كلها إيجابية في تحليل البراز، وتعاني نسبة 86.1٪ من العينة من فقر الدم مع إيجابية الفحوصات للالتهاب الكبدي الفيروسي بنسبة 24.8٪. وأثبتت الدراسة وجود علاقة بين نقص الوزن وسن الطفل وبين التدخين والإدمان علي المخدرات وكذلك بين سن الطفل وجنسه مع وجود دلالة أيضاً بين العنف من جهة وبين كل من سن الطفل وجنسه وتعليم الأم وعملها، والتدخين، وإدمان المخدرات من جهة أخري. وقد خلصت الدراسة إلي أن أطفال الشوارع هم في الغالب من الذكور الذين تسربوا من المدارس أو لم يلتحقوا قط بالتعليم ويعانون من الظروف العائلية غير المواتية وأغلبهم منغمسون في التدخين وتعاطي المخدرات والعنف، كما كانت أمراض سوء التغذية والأمراض الطفيلية والجرثومية من المشاكل الصحية والأكثر شيوعاً بينهم. وأوصت الرسالة بضرورة عمل تقييم لحجم المشكلة علي المستوي الوطني وتعزيز دور المنظمات غير الحكومية وتضافرها مع الجهود الأخري مع التأكيد علي وجود حاجة ماسة لعمل برامج للفحص الطبي لأطفال الشوارع، كما أوصت بضرورة توجيه الجهود إلي الأسر والأمهات لتنمية مهارات التربية لديهم، وتشجيعهم علي المشاركة في المشاريع الاقتصادية الصغيرة كإجراء وقائي يحد كثيراً من إمكانية حدوث المشكلة أو تفاقمها.