يوم أسود.. ذلك اليوم الذي احترق فيه المجمع العلمي، المجمع الذي يضم مئات الألوف من الكتب والمخطوطات النادرة.. هذه الثروة القومية شاهدناها محترقة علي الأرض تأكلها النيران وتضربها أياد مصرية!! ربما لا يعلم الكثيرون عن المجمع العلمي شيئاً، ولكن المتخصصين يعلمون جيداً قيمة تلك الكتب والمخطوطات التي يضمها، وكلها من الكتب النادرة سواء في الرياضيات أو الفيزياء أو الطب أو التاريخ، وحتي في الأدب والفنون، وكلها ثروة قومية لا يمكن تعويضها علي مر السنين. وإذا كان حق التظاهر أو الاعتصام لا يمكن لأحد أن ينكره أو يعترض عليه، إلا أن التخريب والهدم والحرق وتدمير التاريخ لا يمكن السكوت عليه، ويجب أن يكون هناك خط أحمر بين التظاهر والتخريب! إن ثورة 52 يناير وما أحدثته من تغيير في مصر يجب أن نقف له بكل تبجيل واحترام، وأن نقول جميعاً إن هؤلاء شباب مصر الواعد الذي يريد أن يكون التغيير للأفضل، ولكن ما يحدث الآن لا يمت بصلة لثورة 52 يناير، لأن من يقوم بتلك الأعمال التخريبية لا يمكن أن يكون هو من قام بالثورة وأحدث التغيير. إن المطالب الفئوية، والاعتراضات المستمرة علي أشياء ربما تكون واضحة جداً، لا يمكن أن يتم السكوت عليها أو تجاهلها، ولابد للمجلس العسكري ومجلس الوزراء أن يضعا قواعد صارمة تطبق علي الجميع دون استثناء، يكون فيها ردع لهؤلاء المخربين الذين لا يعلمون قيمة ما يخربونه. وأنا علي ثقة من أن الأيام القادمة سوف نشهد فيها الكثير من الإنجازات، ووقف التخريب الذي يرفضه كل مصري علي أرض الوطن وخارجه.. لأننا نريد أن نبني مصر، ونصلح الاقتصاد القومي، لا أن نخرب ونوقف التقدم.