عاد ميدان التحرير والعديد من ميادين مصر لاحتضان الثورة من جديد ومعها مئات الآلاف من المواطنين الذين حضروا من كل فج عميق ليشهدوا منافع لمصر وشعبها وليرسموا ملامح مستقبلها وهي علي شفا انتخابات برلمانية ربما تكون الاكثر نزاهة وشفافية في تاريخها.. القوي السياسية والتيارات الدينية الذين فرقتهم خلال الأيام القليلة الماضية المنافسة الانتخابية ومحاولات الفوز بمقاعد البرلمان توحدت في جمعة المطلب الواحد أو مليونية حماية الديمقراطية وأعلنوا في صوت واحد رفضهم التام لوثيقة المبادئ فوق الدستورية والمشهورة باسم وثيقة السلمي وطالبوا بضرورة تحديد جدول زمني لتسليم البلاد لسلطة مدنية في موعد اقصاه مايو 2102. كما طالبت القوي والتيارات التي شاركت في مليونية حماية الديمقراطية بضرورة تفعيل وتطبيق قانون الغدر علي اعضاء الحزب الوطني المنحل والتصدي لسماسرة الأصوات والبلطجية حتي لا يتمكنوا من السيطرة علي العملية الانتخابية واستكمال بقية المطالب التي قامت من أجلها ثورة يناير شهدت جمعة المطلب الواحد احتشاد عشرات الآلاف بميدان التحرير من الاخوان المسلمين والسلفيين واكثر من 74 حزبا وائتلافا وحركة سياسية وذلك بعد غياب للاسلاميين عن الميدان خلال الوقفات السابقة التي شهدها.. عودة الاسلاميين للتحرير جاءت تحت شعار تسليم السلطة والحكم لرئيس مدني ورفض وثيقة السلمي. فمنذ ساعات الصباح الاولي توافد الآلاف علي الميدان لاعلان الرفض الشعبي لوثيقة المبادئ الدستورية التي اقترحها د. علي السلمي نائب رئيس الوزراء للشئون السياسية وتم نصب ما يقرب من 6 منصات رئيسية تابعة لجماعة الاخوان المسلمين واخري لحازم صلاح ابواسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية واخري لحزب النور السلفي.. اتفقت جميعها علي ضرورة تسليم السلطة لرئيس مدني في موعد اقصاه مايو المقبل. وشهدت حديقة الميدان تواجد عدد كبير من مصابي الثورة الذين ارتدوا الاكفان فوق اجسادهم مطالبين باعادة هيكلة ادارة صندوق رعاية اهالي الشهداء والمصابين بالثورة مؤكدين انهم لم يحصلوا علي مستحقاتهم حتي الان. المشهد داخل الميدان كان يمتليء باللافتات والشعارات المرفوعة مثل »يا حرية فينك فينك وثيقة السلمي بينا وبينك« و»مهما تلف ومهما تدور ما فيش احكام فوق الدستور« ورفض العديد من المتواجدين داخل الميدان ترديد اي هتافات ضد المجلس العسكري واكتفوا بضرورة التأكيد علي اهمية استجابته لمطالب الشعب. ورغم المطالب الرئيسية التي رفعتها جمعة المطلب الواحد إلا ان هناك مجموعة من المطالب الثانوية التي نادت بضرورة توضيح الصورة وازالة الضباب السياسي الذي يشوب العملية السياسية المخيمة وثارت العديد من التساؤلات التي اجمع المتظاهرون علي حاجاتهم لوجود تغييرات لها وكانت الاسئلة تتعلق بمن المسئول عن اختراق السجون وهروب المعتقلين الي بلادهم وايضا المسئول عن احداث ماسبيرو وهم القناصة الذين قتلوا الشهداء وهل لا يوجد قادة داخل وزارة الداخلية تصلح لان يكون وزيرا للداخلية ولماذا الاصرار علي تعيين وزراء ومحافظين من لواءات ومستشارين واساتذة جامعات بعد بلوغ سن المعاش رغم عدم التخصص. وما يلفت الانتباه داخل الميدان تواجد العشرات من سيارات الاجرة والنقل الجماعي القادمة من المحافظات والتي حملت اعدادا كبيرة من المشاركين بالمليونية حملت المدينة شعار رحلات الغربية والشرقية والدقهلية والمنوفية وبورسعيد وغيرها من محافظات المحروسة. وكان من ابرز المشاركين في جمعية المطلب الواحد حزب الحرية والعدالة »الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين« بالاضافة الي العديد من احزاب وجماعات التيار السلفي وحزب الوسط وكان من ابرز المشاركين في المليونية من خارج التيار الاسلامي علي اتساعه حركة شباب 6 ابريل جبهة احمد ماهر وحركة كفاية وما تعرف بصفحة الغضب المصرية الثانية علي موقع التواصل الاجتماعي »الفيس بوك« فضلا عن تأييد المليونية من جانب عدد من المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية ومنهم محمد سليم العوا وحازم صلاح ابواسماعيل وايمن نور وبثينة كامل واذا كانت بعض قوي هذا الفريق ارجعت دعوتها لمليونية الامس اساسا الي عدم سحب وثيقة السلمي او ادخال التعديلات المطلوب عليها فان قوي اخري داخل هذا الفريق كانت حريصة علي ان تؤكد ان مشاركتها في المليونية لا ترجع لمسألة الوثيقة فقط وانما لاستخدام المليونية كفرصة للمطالبة بالاسراع بتسليم السلطة للمدنيين وتحديد اطار زمني لذلك والتأكيد علي عدم محاكمة مدنيين امام محاكم عسكرية وغيرها من مطالب ثورة 25 يناير التي يرون انها لم تتحقق حتي الآن.