في برنامجه المميز »خواطر« صحبنا أحمد الشقيري في جولة شرقا وغربا طاف بنا في بعض الدول المتقدمة والنامية لاطلاعنا علي اسلوبهم في تنمية عقول ابنائهم وكيفية تعاملهم مع النشء والشباب في مدارسهم، ولم تكن الصورة وردية في جميع الاحوال بل كان هناك بعض القصور في الامكانيات ولكنها ابدا لم تمس اسلوب التعامل والتعليم مع من يمثلون المستقبل لأية أمة. وللاسف ما يحدث في مصرنا لم اشاهده في أي من النماذج التي تم عرضها!! فهناك تفان في ايصال المعرفة والعلم للنشء باساليب تربوية حديثة. وهذا لا يعني انهم لا يعانون مشاكل، بالطبع لا يوجد مكان علي الارض لا يعاني من المشاكل ولكنهم يضعونها جانب ولا يخلطون الاوراق. فمشاكلهم مع الوزارة أو الادارة لا يتحملها الطلبة والتلاميذ فلا دخل لهم بها ولا ذنب لهم فيها. ولكن ان يقوم المعلمون ومع بداية عام دراسي جديد بهذه الفوضي والامتناع عن تأدية واجبهم المقدس بل وتهديد الاخرين الذين لا يؤيدونهم ويريدون تأدية رسالتهم، فهذه تصرفات واسلوب لا يليق بمعلم يبث ويعلم النشء الاخلاق والقيم والحصول علي الحقوق بالطرق المشروعة دون تقصير في اداء الواجب والمسئولية. ولي سؤال لهؤلاء المحتجين هل اديتم واجبكم نحو أولادنا داخل فصولكم؟ هل منحتموهم علمكم وخبراتكم؟ هل راعيتم الله وأديتم ما عليكم حتي تطالبوا بحقوقكم؟ انا علي يقين ان الجواب سيكون بالقطع لا!! فقد فقد الطلبة ارتباطهم بالمدرسة والمدرس لان المدرس يوفر جهده الذي سيبذله في الفصل مقابل حفنة من الجنيهات الي الدروس الخصوصية. هذه السياسة المريضة من لي الذراع والأمر الواقع افرزت لنا اجيالا من انصاف المتعلمين والجهلة والبلطجية فالمدرسة لم تعد بيتا للتربية والتعليم بل اصبحت اصلاحية يمكن ان ترتكب فيها كل المساويء تحت سمع وبصر القائمين عليها ورغم ذلك يخرج علينا من يطالبون بحقوقهم! فأين حقوق هؤلاء الأولاد وحقوق أولياء أمورهم؟ اتقوا الله حتي يمر العام الدراسي فنحن لا نعلم ما يخبئه لنا القدر.