»افرحي يافلسطين.. أردوغان صلاح الدين« موتي غيظا يا إسرائيل أردوغان في أرض النيل« عبارات رنانة اطلقها المصريون من قلوبهم احتفالا بزيارة رجب طيب أردوغان إلي مصر، تلك الزيارة التي تكتسب معاني رمزية كبيرة تؤكد الدعم التركي للشعب الفلسطيني والرفض التام للحصار الاسرائيلي علي غزة. استقبال عظيم يليق بنا كمصريين وأردوغان جدير به، وحقا انبهر المصريون كغيرهم بالنموذج التركي وهو يستحق، لكن حفاوة الاستقبال قد زادت شيئا ما جعلتنا نشعر معها وكأننا علي مشارف إحياء الدولة العثمانية، أو أن مصر في انتظار عمرو بن العاص ليفتحها من جديد. مصر الولادة، منبت القادة والزعماء، أين هي وأبناؤها الذين كانوا دائما القدوة والمثل؟ أين مصر من الساحة الدولية وهناك مشاهدات حقيقية، وأرقام دقيقة، وإحصاءات جادة، وملامح واضحة، وكلها تصب في النهاية في حقيقة أن الاتراك عائدون بقوة، وقد لاحظ ذلك القريب والبعيد، والعدو والصديق، بل أصبح الجميع يراهن علي الحصان التركي، بما في ذلك الأمريكان والروس واليهود والعرب. كلنا نعلم أن زيارة أردوغان إلي مصر تأتي في وقت تشهد فيه علاقات انقرة مع تل ابيب ازمة حادة بعد الإعلان عن التقرير الاممي بشأن الهجوم علي السفينة التركية »مرمرة« وما ترتب عليه من اعلان وزير الخارجية أحمد داود أوغلو تخفيض التمثيل الدبلوماسي بين تركيا و »إسرائيل« إلي درجة سكرتير ثان وتعليق جميع الاتفاقيات العسكرية. لاتنسوا ان تركيا التي غابت عن المنطقة منذ زمن بعيد، تحاول العودة اليها من جديد بشكل وأداء مختلف وتحاول ان تتخذ من بعض القضايا المحورية أدوات لاجتياز العراقيل والصعوبات التي تقف في طريقها، وهي تلعب علي أوتار مواقفها الوسطية من جهة والمتعاطفة من جهة أخري والتي تتلاقي مع بعض المواقف الشعبية التي ترحب بسياساتها وقراراتها، فتارة تكون إلي جانب الاحتلال الاسرائيلي، وتقوم بعمل المناورات العسكرية مع جنوده، بالاضافة إلي عمل الصفقات العسكرية معها، وتارة اخري تراها بموقف مغاير تماما وهي تقوم بارسال اساطيل فك الحصار عن القطاع الذي تحاصره اسرائيل لتكون بذلك علي الحياد تركيا الآن لا تكتفي بالتعامل مع دول الجوار فقط، بل بدأت تمد يد العون والمساعدة إلي الكثير من دول العالم الإسلامي، واهتمت تركيا كثيرا بالدول الإسلامية المتحررة من الاتحاد السوفيتي، مثل: كازخستان، وأوزبكستان.. وغيرهما، فاقامت معها علاقات قوية، واهتمت بإنشاء المدارس هناك، وتفعيل العديد من المشروعات الانتاجية. ويبقي السؤال؟ ياتري هل تستخدم تركيا منطقتنا العربية مدخلا أو ممرا لتحقيق حلمها الذي تتمسك به وهو الانضمام للاتحاد الاوروبي؟ أم انها تحاول التفوق علي الدور الايراني وتكون صاحبة حق الامتياز بالنسبة لشعوب المنطقة العربية وتعزز دورها للامريكان والاوروبيين بنجاحات علي مستوي المحيط العربي مسائل اصبحت في حاجة إلي قراءة متأنية للواقع العربي والاقليمي من حولنا. وان كان هناك ضعف عربي ظاهرا، وتخاذل في كثيرمن القضايا، وعلي رأسها قضية فلسطين، فمصر هي مصر أم الدنيا بأبنائها ورجالها المخلصين الذين يغيرون علي أوطانهم وعلي من حولهم.