قرارات ثورية من د. هشام قنديل وزير الموارد المائية والري لمحاربة الفساد وتطهير الوزارة من كل ما هو ضد الثورة ومحاسبة المقصرين من القيادات ومشاركة المواطنين في اتخاذ القرار والغريب ان وزير الري كان سيعتذر عن المنصب الوزاري لكن حبه الجارف لمصر والرغبة في خدمتها تغلب علي قرار رفض الوزارة ملف حوض النيل له اهتمام كبير عند الوزير الجديد خاصة انه حضر أول اجتماع لدول حوض النيل في نيروبي نهاية شهر يوليو الماضي وأكد للجميع ان مصر بعد ثورة 52 يناير هدفها تحسين العلاقات والتعاون المشترك مع دول الحوض ونجح الوزير في اقناع دول الحوض ان مصر تتحدث بلغة جديدة غير تصادمية كما كان يحدث في عهد النظام السابق حيث كانت دول حوض النيل تشعر بأن مصر لا تعرف شيئا عن احتياجاتهم مما جعل دول الحوض توافق علي عقد اجتماع استثنائي في كيجالي برواندا اكتوبر القادم لمناقشة كل النقاط الخلافية وايجاد حلول لها كما تحدث الوزير عن ملف التعديات علي النيل والمشروعات القومية بتوشكي وسيناء ونقص مياه الري وقضايا أخري كثيره وكان هذا الحوار.. لست غريباً عن وزارة الموارد المائية والري فهل سيساعدك ذلك علي تحديد أولوياتك للعمل خلال المرحلة المقبلة وما هي هذه الأولويات؟ تحقيق العدالة الاجتماعية في توزيع المياه بين المزارعين والمنتفعين وتطوير الري والصرف لتحقيق أعلي إنتاجية ممكنة للأراضي الزراعية ودعم القيادات الشابة وتحديد العمل بروح الفريق وتنمية القدرات البشرية وتطوير منظومة التدريب وترسيخ مبدأ النزاهة والشفافية في إدارة المياه ووضع الحقائق كاملة أمام المواطنين ومشاركتهم في اتخاذ القرار ومحاسبة المقصرين من قيادات الوزارات وتحسين الرواتب والاجور ومحاربة الفساد وتطهير الوزارة. الموارد المائية وماذا عن الوضع المائي الحالي لمصر.. وهي القضية التي تثير قلق الكثيرين؟ يبلغ إجمالي الموارد المائية التقليدية من المياه العذبة المتوافرة حاليا حوالي 95 مليار متر مكعب في السنة وتشمل حصة مصر من مياه النيل والتي تقدر بحوالي 5.55 مليار متر مكعب سنويا وهي ثابتة منذ عام 9591 والمياه الجوفية العميقة وغير المتجددة حوالي 2 مليار متر مكعب ومياه الامطار والسيول حوالي 3.1 مليار متر مكعب بالاضافة الي تحلية المياه المالحة وشبة المالحة وتقدر بحوالي 2 مليار متر مكعب كما توجد موارد غير تقليدية منها إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي والصحي الصناعي المعالج ومياه الخزان الجوفي بالوادي الدلتا. تحديات المياه وماذا عن التحديات المرتبطة بالمياه والتي توجهها مصر؟ تواجه مصر مجموعة من التحديات منها تلوث الموارد المائية ومحدوديتها بالاضافة الي النمو السكاني المتزايد وكيف ستواجه الوزارة هذه التحديات؟ في ظل الزيادة علي طلب المياه مع محدودية الموارد المتاحة فإن الامر سيستدعي تطوير السياسات المائية لتتواكب مع متطلبات وتحديات الفترة المقبلة وقامت وزارة الموارد المائية والري إعداد استراتيجية جديدة حتي عام 0502 للحفاظ علي الموارد المائية وتوفيرها للأجيال القادمة وتتضمن هذه الاستراتيجية تطوير منظومة الري بهدف رفع وتعظيم كفاءة استخدام مصادر المياه السطحية والجوفية وذلك عن طريق تطوير المساقي والترع الفرعية وتطبيق التدفق المستمر للمياه كبديل لنظام المناوبات بالاضافة الي تطوير الري الحقلي مثل اعمال تطوير المراوي والتسوية بالليزر والتركيب المحصولي وقد أكدت الأبحاث ان تطوير الترع والمساقي يؤدي الي توفير 7٪ من مياه الري وان الأثر الاجمالي لتطوير الري يؤدي الي توفير المياه بنسبة 02٪ كما تتضمن الاستراتيجية كيفية ترشيد الاستخدامات المائية في جميع المجالات. حوض النيل ملف حوض النيل من أخطر الملفات في وزارة الري وقد تسلمت الملف وهناك خلاف حاد بين مصر ودول المنبع فما هي الاجراءات التي ستنفذها لتحسين هذه العلاقة وما هي رؤيتكم للتعامل مع دول حوض النيل خلال الفترة القادمة؟ سياسة مصر بعد 52 يناير هدفها الاول هو تحسين العلاقات مع دول منابع النيل بدأتها الدبلوماسية الشعبية وتكملها حاليا الحكومة بالمضي في خلق الاجواء المناسبة لدعم التعاون الايجابي مع دول حوض النيل في اطار الشراكة والتعاون وتحقيق المنافع والمصالح المشتركة ونبذ الخلافات خاصة ان الخلاف علي مياه النيل غير مبرر حيث ان دول الحوض جميعاً لاتستخدم الا حوالي 5٪ فقط من مياه النيل والباقي الذي يقدر بحوالي 59٪ يتم فقده في البرك والمستنقعات في منابع النيل وجنوب السودان مضيفاً أن مصيرنا مع دول الحوض واحد وأن تكون المياه دافع للتعاون وليس دافعا للصراعات. لغة جديدة هل عكس الاجتماع الاخير لدول حوض النيل الذي عقد في 82 من شهر يوليو الماضي بنيروبي التغير الذي حدث في الموقف المصري؟ خلال هذا الاجتماع أدركت دول حوض النيل من خلال ما يقوم به الوفد المصري من أعمال التهدئه ان مصر في المرحلة الحالية تتحدث بلغة جديدة ليست تصادمية كما كان يحدث في عهد النظام السابق وان المساعي المصرية تعتمد علي البحث لإيجاد حل توافقي يرضي جميع الاطراف مضيفاً ان الوفد المصري نجح في توصيل انطباع إيجابي الي جميع شعوب دول الحوض بعد تأكيد الوفد المصري علي التفهم الكامل لمشاكل واحتياجات دول الحوض التنموية والتي تشمل الكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي والتعليم والصحة والتدريب وان حلول هذه المشاكل يجب ان تبدأ بشكل فوري في شكل مشروعات للتعاون والتكامل مؤكداً ان ذلك أسهم بشكل كبير في التخفيف من حدة الاحساس بأن المصريين غير مدركين لاحتياجاتهم. هل ما تزال هناك نقاط خلافية كثيرة بين مصر ودول منابع النيل؟ اجتماع نيروبي لم يدرج في اجندته مناقشة الخلافات بين مصر ودول المنبع ولكن تم الاتفاق علي عقد اجتماع استثنائي لدول مصرف النيل في كيجالي الرواندية أكتوير القادم علي هامش منتدي التنمية بدول حوض النيل لمناقشة التداعيات المؤسسية والقانونية للإتفاق المنفرد الذي وقعت عليه دول المنابع بدون مصر والسودان كما سيتم مناقشة النقاط الخلافية الثلاث المتمثلة في الاخطار المسبق ومبدأ الاجماع والامن المائي المصري مضيفاً ان الاجتماع سيتضمن فتح باب التفاوض حول البدائل والافكار المطروحة والتي ستؤكد خلال مناقشاتها علي أهمية الاستمرار في التعاون ومجالات التنمية. التعديات علي النهر ملف نهر النيل ملئ بالتعديات سواء بالردم او التلوث فما هي خطتكم لمواجهة هذه الجريمة؟ سأعمل بكل جهدي لوقف جميع أشكال التعديات سواء كانت بالردم او البناء او التلوث.. وسيكون الكل أمام القانون سواسية لا فرق بين وزير أو أي شخص آخر مضيفاً ان الفترة القادمة ستشهد إزالة جميع التعديات التي صدر لها قرار إزالة مؤكداً ان القضاء علي تلوث مياه النيل يحتاج الي مليارات من الجنيهات واكبر عائق يواجهنا في الفترة القادمة نقص الاعتمادات المالية. فيضان النيل وماذا عن فيضان هذا العام؟ الفيضان هذا العام لم يتحدد قوته بعد وسيتم معرفتها نهاية هذا الشهر وكل التوقعات تؤكد انه سيكون متوسطا او فوق المتوسط. وهل السد العالي جاهز لاستقباله؟ نعم بالطبع فالسد العالي يعمل بكفاءة عالية جداً وسيستمر تصديه للفيضان ويحمي مصر لمئات السنين القادمة.. وأن ما أشيع عن وجود شروخ في جسر السد مجرد افتراءات. المشروعات القومية ما هو موقع المشروعات القومية في توشكي وسيناء علي أجندة سيادتكم؟ أقوم حاليا بالإعداد لزيارة لمشروع توشكي لمعرفة أهم المشاكل هناك وحلها خاصة ان الوزارة أنتهت من حوالي 99٪ من المشروع بإستثمارات وصلت الي 7 مليارات جنيه مضيفاً ان وزارة الري قامت بدورها علي اكمل وجه اما استصلاح الاراضي وزراعتها فدور وزارة الزراعة.. وبالنسبة لمشروع ترعة السلام في سيناء فمياه النيل وصلت إلي حوالي 002 ألف فدان ويتم حاليا زراعة حوالي 07 ألف فدان وستقوم وزارة الزراعة بطرح 001 ألف فدان أخري علي المستثمرين والشباب خلال الفترة القادمة.. كما يتم حاليا دراسة توصيل مياه النيل الي المرحلة الثانية للمشروع لمنطقتي السرو والقوارير في وسط سيناء لري حوالي 571 الف فدان هناك مؤكدا أن المشروعات القومية ستشهد طفرة خلال الفترة القادمة. المياه والمنتجعات ما هي الإجراءات التي ستتخذها تجاه ما يحدث في المنتجعات السياحية علي الطريق الصحراوي واستنزاف المخزون الجوفي علي البحيرات الصناعية والنافورات ولحمامات السباحة؟ أقوم حاليا بدراسة هذا الملف الهام خاصة أن مصر دخلت نفق الفقر المائي وأصبح نصيب الفرد حاليا حوالي 007 متر مكعب سنويا بعد ان كان نصيب الفرد اكثر من 0002 متر مكعب وأصبحت مصر في أشد الحاجة للمياه الجوفية وذلك بسبب ثبات حصتنا تضاعف مدد السكان عدة مرات مؤكداً ان القانون هو الفاصل بين الوزارة والمخالفين.. كما ان هناك قانون جاهز للمياه الجوفية في الوزارة سيتم مراجعته بكل دقة وسيكون هذا هو الرادع للمخالفين. وماذا عن مشاكل نقص المياه خاصة في نهايات الترع؟ أعطيت أو امري لكل وكلاء الوزارة في المحافظات أن يكون هناك توزيع عادل للمياه بين المزارعين ولا يكون هناك فرق بين شخص وأخر مهما كان منصبه بالاضافة للمرور اليومي علي الترع والمصارف وحل أي مشاكل تواجه المواطنين.. مع سرعة تطهير الترع وتكسية الجسور حتي لا يكون هناك فاقد من المياه وتوصيل المياه بسهولة الي نهايات الترع.. كما يتم زيادة الكميات المنصرفة من السد العالي الي 532 مليون متر مكعب يومياً لمواجهة نقص المياه في هذه الفترة من السنة والتي تسمي فترة أقصي الاحتياجات.