اسبوع كامل مر.. ورغم ذلك فمازالت العريش هي المدينة الخائفة فأهوال تلك الليلة المرعبة التي عاشها سكانها تحت وطأة العملية الإجرامية للمجموعة المسلحة ماثلة أمام أعينهم بعض الأسر رحلت خارج سيناء خوفاً مما هو متوقع ومجهول لهم. وتساؤلات قلقة عما يحدث وهل انفلت عقد الأمور في هذه المحافظة الحدودية.. وهل أصبح مستقبل الأمن القومي في هذا المكان في مهب الريح. تساؤلات الأهالي القلقة وجدت الاجابة في التحرك ا لذي تقوم به القوات المسلحة منذ وقوع الاحداث التي بدأت تمارس دوراً يعيد الأمور إلي صوابها في هذه المنطقة الحساسة . ماذا يحدث الآن علي أرض سيناء؟ وما التساؤلات التي يطرحها سكانها؟ الاشتباكات التي دارت بين المسلحين وأجهزة الأمن مساء الجمعة الماضية كانت أشبه بالحرب.. وكان الأهالي المقيمون الشاليهات هم الحائل أمام رجال الشرطة والقوات المسلحة لمواجهة المسلحين ورغم ذلك فقد اظهر رجال الشرطة بسالة وشجاعة لا توصف من اجل إحباط محاولة الاقتحام لمبني القسم. مسرح الأحداث في سيناء ينذر بخطر شديد خاصة في ظل عدم الانتشار الأمني الكامل في سيناء فهذه العناصر استغلت الفراغ الأمني في تكثيف لقاءاتهم المستمرة والقيام بأعمال تدريب والتزويد بالأسلحة. المواطنون في سيناء يتخوفون كثيرا من عواقب الأفكار المتشددة والتي قد تكون بداية الخطر علي سيناء.. ومشاعر بفقدان الأمان بعد أحداث الجمعة الماضية.. عدد كبير من المواطنين ممن يمتلكون شققا في القاهرة او الإسماعيلية رحلوا إليها مع أسرهم للابتعاد عن مسرح الأحداث خوفاً علي أولادهم من الضغوط النفسية. الواضح أن كل طوائف المجتمع السيناوي وفي مقدمتهم الجماعة السلفية وكذلك جماعة الإخوان المسلمين.ورموز القبائل والعائلات في البادية والحضر أعلنت استنكارها لما حدث عقب الجمعة. الكل هنا يرفض هذه الجريمة التي اضرت كثيرا بالوطن مصر خاصة سيناء.. حيث يري أبناء سيناء أن هذا الأعمال تعطل جهود التنمية وخاصة الاستثمار. يقول اللواء السيد عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء إن الاجتماعات التنسيقية جمعت بين ممثل القوات المسلحة بقيادة الجيش الثاني الميداني مع اللواء مساعد وزير الداخلية للامن العام قد انتهت منذ عدة ساعات.. حيث تم وضع خطة أمنية لإحكام السيطرة والقبض علي العناصر المتورطة في الهجوم المسلح علي قسم ثان العريش.. مصادر أمنية وصفت الخطة بأنها سرية للغاية وتتضمن عدة محاور وقد يكون النشر سببا في تعطيل تنفيذ الخطة او عدم تحقيق أهدافها السرية غير المعلنة. الراصد للأحداث يلاحظ انتشار الأجهزة المعنية مدعومة بمدرعات في مختلف أنحاء العاصمة العريش للقيام بأعمال الفحص والتفتيش علي الأكمنة لمواجهة أية تجاوزات وفرض هيبة الدولة. ويقول اللواء السيد عبدالوهاب مبروك محافظ شمال سيناء أن الأيام القادمة ستشهد تطورات لعودة الأمن مرة أخري في سيناء بصورته النظامية ليشعر كل من يقوم بأعمال شغب وعنف أن هناك مواجهة حتمية لا محالة عند أي عمل تخريبي.. فلن يكون سهلا لأية عناصر أن تقوم بتنفيذ أهدافها بسهوله.. بل ربما يحدث تطور في المواجهة لتطهير سيناء من أي عناصر تخريبية لقطع الطريق علي أي جهة خارجية تسعي الي تنفيذ أهدافها علي ارض سيناء. كما ان التحقيقات تسير في طريقها السليم وتحظي بسرية تامة ويمكن ان تقود مؤشرات التحقيق التي توصل إليها فريق التحقيقات بالإسماعيلية الي معلومات سيكون لها دور مباشر ومؤثر في وضع الخطة وقال المحافظ أن التكهنات حول أهداف العملية الإجرامية قد تزايدت خلال الأيام التي أعقبت الهجوم لكن من المهم ان نذكر بأن قسم ثان العريش تم ترميمه بالجهود الذاتية للمواطنين ولم يمارس أفراد الشرطة عملهم إلا منذ شهر تقريبا وهذا يعني انه لا يوجد أي ملفات خاصة بمتهمين او عناصر تم تلفيق قضايا لهم.. ويواصل المحافظ تفنيد باقي المبررات لما حدث حيث تردد في بعض وسائل الإعلام عن عدم إسقاط الأحكام الجنائية الغيابية فيؤكد بأن الواقع يخالف ذلك خاصة وان أجهزة وزارة العدل والداخلية بدأت بالفعل في اتخاذ إجراءات إعادة محاكمة من صدر بحقهم أحكام غيابية.. بالإضافة إلي الإفراج عن المتهمين السياسيين وإسقاط العديد من الأحكام العسكرية الغيابية وإنهاء مشكلة الموقف التجنيدي لمن تخطي سن ال03 عاما. كل هذا القرارات استفاد منها أبناء سيناء وهناك تواصل مستمر من اجل تلبية مطالب أبناء سيناء والمطلوب المعاونة في تحقيق الأمن والالتزام بقواعد الضبط الاجتماعي والانتباه إلي أي عناصر تسعي إلي تحقيق أهدافها علي ارض سيناء. التحقيقات مستمرة صرحت مصادر قريبة من جهات التحقيق ل »أخبار اليوم« ان التحقيقات تشمل حاليا استجواب نحو 100 شخص مقبوض عليهم ويشتبه في تورطهم في احداث الجمعة الماضية وقالت المصادر ان بين هؤلاء المقبوض عليهم عددا من الاجانب وتحاول التحقيقات ان تصل من خلال عملية الاستجواب ومواجهتهم بالتحريات واقوال بعضهم الي اجابة محددة حول مدي تورطهم في ارتكاب الحادث وطبيعة الجهات التي تقف وراءهم والهدف منها. واضافت المصادر ان هناك خيوطا مهمة قد تجمعت فعلا خلال الايام الماضية تكشف اسرار ما حدث في العريش الجمعة الماضية. العريش صالح العلاقمي