اذكر ان طارق عامر محافظ البنك المركزي قد حذر المضاربين في الدولار حينما اطلق قرار تحرير سعر الصرف .. واكد ان كل من يخفي الدولار سيتكبد خسائر كبيرة ..ولم يصدق احد ان الدولار سيأتي عليه يوم ويتوقف عن الصعود ..بل ويتراجع الي الوراء ..بعد ان نشر اعداء الحياة واهل الشر الكثير من الشائعات والتوقعات الخبيثة بأن الدولار سيتجاوز العشرين جنيها .. ولكننا وجدنا ان هذا الامر يحدث في الشقيقة السودان ليصل الدولار في البنوك الي اربعين جنيها ..بعد ان تأخروا في تحرير سعر الصرف لتواجه السودان ازمة اقتصادية خانقة ادت الي ندرة العملة الصعبة وازدياد الاحوال الاقتصادية للمواطنين سوءا. اتخذنا قرار التعويم في وقت مناسب وتوقفت خسائرنا .. وبدأت المؤسسات المالية الدولية تشيد ببرنامج الاصلاح الاقتصادي المصري والخطوات الجريئة التي قامت بها الحكومة المصرية والبنك المركزي بقيادة المحافظ طارق عامر ..ومع اشادات موديز وفيتش بعد سنوات عجاف تدفق النقد الاجنبي الي مصر من جديد في صورة استثمارات في ادوات الدين والبورصة وشراء اسهم واستثمار اجنبي مباشر .. يعكس الثقة في الدولة المصرية ورئيسها السيسي ..في الساعات الماضية فقد الدولار 15 قرشا كاملة من قيمته امام الجنيه وباع الاجانب ملايين الدولارات في يوم واحد ليشتروا 11 مليار جنيها ليستخدموها في شراء الاسهم وادوات الدين .. واصبح الدولار مهددا بفقد جزء اخر من قيمته بفضل توفره في البنوك وشركات الصرافة علي الرغم من هذه الفترة هي فترة اكبر الضغوط علي الدولار بسبب موسم العمرة .. وفترة توفير متطلبات رمضان .. وهي الفترة التي يتزايد دائما فيها سعر الدولار . وقد اكد لي هشام عكاشه رئيس البنك الاهلي ومحمد الاتربي رئيس بنك مصر وهما اكبر بنكين في القطاع المصرفي انه منذ شهور ولاتوجد ايه قوائم انتظار لعملاء البنكين الذين يطلبون تدبير عملة وهو ما اعطي انطباعا للخارج ان الظروف الاقتصادية في مصر تغيرت كثيرا. ويبقي ان ندرك ان هذا ليس هو نهاية المطاف لأن العمل في المنظومة الاقتصادية يتطلب توفير مصادر دائما للدولار مثل التصدير وزيادة الانتاج وتعظيم الكون المحلي وتقليص الصادرات غير المهمة وهما يتطلب مشاركة كل طبقات وفئات الشعب في هذا الامر الذي لا تتكفل به الحكومة فقط . لابد ان يقدم القائمون علي الامر في قطاع السياحة وسائل غير تقليدية لجذب جنسيات وفئات جديدة للمجئ الي مصر .. لنضمن الاستدامة وجلب العملة الصعبة .. وهو دور يجب ان يشارك فيه الجميع.