واقتربت ساعة إعلان التسوية الأمريكية للصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل المعروفة باسم »صفقة القرن». وبعد مواقف وتصريحات للفريق المسئول عن »طبخ» و»تسوية» الصفقة داخل إدارة ترامب بهدف خلق ضجيج مشوق للمشهد، اُعلن أخيرا عن موعد الإعلان المنتظر بعد شهر رمضان المبارك!! بالطبع لا صلة أو رابط للأمريكيين أو الإسرائيليين بشهر رمضان، وإنما المستهدف هم الفلسطينيون الذين بشرهم مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر ب »العيدية» من خلال عرض تلك الصفقة بعد شهر رمضان!! في اعتقادي أن نفرا قليلا هم من يعلمون بتفاصيل الصفقة المزعومة هم كوشنير ومساعدوه ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، ودونهم لا يعلم أحد شيئا. لقد نفذت إدارة ترامب غالبية بنود الصفقة، فأعلنت القدس عاصمة لإسرائيل، ونقلت السفارة الأمريكية للقدس، وأغلقت مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وقطعت المساهمات المالية عن وكالة »أونروا» للاجئين. كما منحت الادارة لإسرائيل الحق في الاستيطان علي أي بقعة من الأرض المحتلة بما فيها الضفة الغربية. إن ما يتسرب عن ملامح »صفقة القرن» في الصحافة الأمريكية يدور حول مبادلة أراض وتوطين فلسطينيين في غير أراضيهم، ومنحهم امتيازات مالية واقتصادية ضخمة، وهي تسريبات متعمدة لتمهيد الطريق وتهيئة المناخ ما دفع الفلسطينيين والعرب والاتحاد الأوروبي إلي إعلان رفض الخطة حتي قبل طرحها، وها هي القيادة الفلسطينية تأمل من خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة غدا في الاستعداد للمرحلة المقبلة وضمان التصدي للمخطط بجبهة عربية نأملها موحدة وقوية.