نجاح أي مهرجان سينمائي يتوقف علي قدرته علي جذب أفلام مهمة وتنظيم جيد للعروض والفاعليات ولجنة تحكيم قوية وجمهور يتابع كل ذلك ويمنح المهرجان قبلة الحياة، ولاشك أن مهرجان الاسماعيلية السينمائي الدولي قد حقق نجاحا مختلفا خلال دورته ال21 التي أسدل عليها الستار قبل أيام، فقد نجح في التنظيم بشكل كبير وفي وضع جدول مشحون بالعروض التي انفتح فيها علي أحدث الافلام التي تم انتاجها لتكشف عن رؤي جديدة وأساليب مختلفة وتفجر قضايا عديدة ويستقبل صناعها لاثراء الحوارحولها، فيتيح احتكاكا مهما لتبادل الخبرات بين السينمائيين ،اضافة الي تكريمه لكبار صناع الأفلام التسجيلية واصدارمجموعة كتب مهمة للمكتبة السينمائية ورصد لتاريخ النقد السينمائي في مصر وهي مهمة تصدي لها منذ عامين ويواصلها باهتمام، هذا المهرجان الذي بلغ سن الرشد بعد أن قطع مشوارا طويلا من النجاح أتاح فيه الفرصة لمخرجين وتجارب سينمائية متميزة من كل أنحاء العالم باعتباره أحد المهرجانات الدولية التي تعني بالأفلام التسجيلية والقصيرة. احتفي المهرجان هذا العام بالسينما الأفريقية، وأقام لها برنامجا خاصا يكتسب أهميته في ظل رئاسة مصر للاتحاد الافريقي، ولم يكن د.خالد عبد الجليل مستشار وزيرة الثقافة للسينما في حاجة ليؤكد مرارا أن هذه الاحتفالية تتم بشكل استثنائي وأنه ليس معني اقامتها أن يتداخل مع مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية ، فهذه حساسية لامحل لها لأن عرض الأفلام الأفريقية ضرورة في كل المهرجانات المصرية المحلية والدولية وهي جزء من انتمائنا تجاه القارة السمراء، وتعكس اهتماما مطلوباً بتوجهات الدولة. لاشك أن قرار فصل ادارة المركز القومي عن المهرجان الذي اتخذه د. عبد الجليل أتاح انطلاقة مهمة له علي مدي العامين الماضيين كما أن مساحة التفاهم بين رئيس المركز ورئيس المهرجان الناقد السينمائي عصام زكريا انعكس ايجابيا علي كافة الفعاليات، اضافة الي الدعم الكبيرمن وزيرة الثقافة د. ايناس عبد الدايم سواء دعما ماليا أو لوجستيتا وكذلك من محافظ الاسماعيلية اللواء حمدي عثمان، هذا الدعم لابد أن يكون دافعا ليس فقط لتقديم دورة ناجحةبل أيضا للدفع بالانتاج السينمائي لهذه النوعية من الأفلام من خلال المركز القومي للسينما باعتبارها مجالا لتفريخ المواهب الحقيقية في تجاربهم الأولي، وأن يتم العمل من الآن علي انتاج عدة أفلام يكون من بينها فيلم الافتتاح وأخري تنافس علي الجوائز، هذا المهرجان لابد أن يعزز مكانة الفيلم التسجيلي والقصير لدي الجمهور بعد أن تجاوز سن الرشد.