أعلنت حركة »طالبان» الأفغانية علي لسان متحدثها »ذبيح الله مجاهد»، أنها ستعقد مباحثات مباشرة مع مبعوثين أمريكيين في 25 فبراير الجاري بالدوحة حيث المقر الرسمي لطالبان في قطر.. واللافت ان هذه المحادثات ستجري في غياب تام لأي تمثيل للحكومة الافغانية المدعومة من واشنطن والتي ترفض الحركة التعامل معها. وتأتي المحادثات مع »طالبان» في الوقت الذي قرر فيه الرئيس الامريكي دونالد ترامب سحب نصف القوات الأمريكية المنتشرة في أفغانستان وتعدادها حوالي 14 ألف عسكري تمهيدا للانسحاب الأمريكي الكامل من هناك. وكانت الولاياتالمتحدة آثرت عقد محادثات مباشرة مع »طالبان» بهدف إنهاء أطول حرب تخوضها الولاياتالمتحدة في تاريخها، فيما يشكك المراقبون من جدواها لأسباب عدة أبرزها عدم مشاركة الحكومة الأفغانية والتي ستتحمل النصيب الاكبر من المسئولية بعد الانسحاب الأمريكي. من جانبها علقت صحيفة الجارديان البريطانية علي هذه المحادثات وقالت إن الولاياتالمتحدة باجرائها محادثات مع طالبان فقط، تدير ظهرها ليس فقط للحكومة ولكن لعموم الشعب الأفغاني الذي طالما عاني من أعمال العنف والعمليات المسلحة التي تنفذها الحركة. من جانبه عرض الرئيس الأفغاني »أشرف غني» علي »طالبان» فتح مكتب لها في أفغانستان إذا ما استجابت لدفع عملية السلام وكفت يدها عن إيذاء شعبه لكن الحركة سارعت إلي رفض العرض، وبدت مصممة علي إبقاء الحكومة بعيدا عن محادثات السلام. وكان »غني» قد كرر عروضا سابقة بمنح الحركة مقرا رسميا آمنا لدعم أي جهود دبلوماسية بين الجانبين في المستقبل.. إلا أن الحركة تريد أن يعترف المجتمع الدولي والأمم المتحدة بمكتبها في الدوحة. وحول النقاط التي ستطرحها طالبان للنقاش في محادثاتها مع واشنطن قال متحدث الحركة إن هناك مطلبا أساسيا وهو رحيل القوات الأمريكية تماما عن أفغانستان، وكذلك سيتم مناقشة مسألة الأسري الذين سجنتهم القوات.. وعدم حماية داعش التي تضر بأمن بلادهم وأمن المنطقة. من جانبها قالت موسكو إنها ترحب بالمحادثات المباشرة بين واشنطن وطالبان وتتمني أن تتعاون الحركة أكثر مستقبلا حتي يتم انخراطها من جديد في المجتمع الأفغاني ورفع اسمها من قائمة الإرهاب.