تعد دول القارة الإفريقية من الدول الواعدة لما تمتلكه من امكانات وثروات طبيعية ومواد خام تتمثل في احتياطات هائلة من المعادن والمعادن النفيسة فضلا عن المساحات الهائلة من الأراضي الصالحة للزراعة والغابات .. واتخذت مصر تزامنا مع توليها رئاسة الاتحاد الإفريقي عددا من الإجراءات والخطوات الجادة للمضي قدما نحو مزيد من التعاون والتكامل الاقتصادي مع دول القارة التي تتمتع بمستقبل يمكنها من أن تلعب دورا كبيرا في حركة الاقتصاد والتجارة علي المستوي الدولي بلغ معدل النمو في إفريقيا نحو 4.3% للناتج المحلي الاجمالي لدول افريقيا في 2018 مقارنة بنحو 2.2% في عام 2016، وقد ساهم القطاع الصناعي بنسبة تتراوح ما بين 17-23%، فيما يساهم القطاع الخدمي بنسبة تتراوح ما بين 44-47%. قال د. فرج عبدالله- مدرس الاقتصاد بأكاديمية الثقافة والعلوم- إن إجمالي الصادرات الإفريقية بلغ نحو 420 مليار دولار ضمن صادرات العالم المقدرة بنحو 17.6 تريليون دولار، أي بما يمثل نحو2.4%، وهي تعد نسبة ضئيلة جدا مقارنة بحجم قارة مثل إفريقيا، وعلي الجانب الآخر بلغت الواردات الإفريقية نحو 2.8% من حجم واردات العالم بإجمالي 493 مليار دولار، وبذلك يبلغ العجز التجاري 72.5 مليار دولار من اجمالي عجز تجاري في دول العالم بلغ نحو242.5 مليار دولار في 2017. وأضاف عبدالله أن حجم تجارة المعادن النفيسة والذهب تقدر بنحو 26.5 مليار دولار في 2017 ونحو 0.62 مليار في 2018 وفق بيانات Trade statistics for international business development، ومتوقع ان تزداد بنسبة 1-2% كزيادة سنوية، حيث بلغت صادرات إفريقيا من الذهب والماس والمعادن النفيسة نحو 7% من حجم الصادرات العالمية البالغة نحو 659 مليار دولار، وتسهم مصر بنحو 0.3% منها، وبالنسبة للواردات فقد بلغت نحو 0.227 مليار دولار كحسابات مبدئية لعام 2018، ونحو مليار واحد في 2017، وبالتالي يصبح صافي التجارة نحو 19.7 مليار دولار لعام 2017، ونحو 91مليونا مبدئيا لعام 2018، ومن المتوقع ان تزداد بنسبة 2-4% كزيادة سنوية.. خاصة أن صافي صادرات إفريقيا بلغت نحو 14.05 مليار دولار في 2014. وفيما يتعلق باحتياطيات البترول والثروات المعدنية قال عبدالله إن افريقيا تشارك العالم بنسبة 10% فقط من احتياطي النفط العالمي ونحو 8% من احتياطي الغاز، نظرا لاتساع مساحات الصحراء الكبري، فإن من المحتمل ان تزداد اكتشافات الغاز والنفط خلال الأعوام المقبلة، لكن لا يعني ذلك أن إفريقيا في طريقها لتصبح شرق أوسط بل من الممكن أن تتفوق علي الدول المصدرة للنفط في الوقت الراهن إذا ما تم استغلال جميع الموارد المتاحة بالقارة بكفاءة، خاصة لما تمتلكه من ثروات معدنية ومحجرية كبيرة إضافة لذلك من الممكن ان تساهم التطورات في مجال الطاقة المتجددة (الشمس والرياح) في ريادة القارة لمحيطها الاقليمي، ويمكن تعزيز دور مصر في هذه القارة بعد استعادة الدور الريادي لمصر خاصة مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي.. كما أكد علي أن انتاج افريقيا من النفط يقدر بنحو 5.28 مليون برميل يوميا، إذ يتركز انتاج النفط في إفريقيا في عدة أماكن في جنوب الصحراء حيث توجد أكبر دولتين منتجتين للنفط (نيجيريا وأنجولا) بما يعادل 4% من الإنتاج العالمي للنفط، مع تواضع الدول الافريقية الاخري حيث بلغ انتاج دولة غانا نحو 300 ألف برميل، فيما يصل متوسط الانتاج للدول الاخري ما بين 200إلي 300 ألف برميل يوميا. وفيما يتعلق بالغاز الطبيعي فإن مصر تعد الرائدة إفريقيا خاصة في البنية التحتية لشبكات وخطوط انابيب الغاز الأمر الذي يستوجب المزيد من توجه الدولة المصرية إلي العمق الإفريقي بما يعزز دورها الإقليمي في سوق الغاز خاصة وأن القاهرة قد استضافت مقر منتدي غاز شرق المتوسط خلال يناير الماضي.