سنوات طوال مرت وعقود مضت وحكومات تعاقبت والصعيد غارق في بحور النسيان.. يئن من شدة الإهمال ويعاني من مشاكل العزلة وقسوة التهميش. ولكن شاءت الأقدار أن تمتد إليه يد التنمية وتهل عليه رياح التعمير ويخرج من عزلته ليصبح أحد أهداف الرؤية الشاملة للرئيس عبدالفتاح السيسي لتغيير وجه الحياة علي أرض مصر وتتسع آفاق التنمية وتتعدد مجالات الاستثمار وتقام المشروعات العملاقة وتبني المدن الجديدة وتشق الطرق والمحاور ويتم إنشاء المدن والقلاع الصناعية ليعم الخير علي طول البلاد وعرضها.. كانت البداية بقناطرأسيوط التي افتتحها الرئيس منذ عدة أشهر والتي تعد سداً عالياً جديداً عملاقاً علي النيل بتكلفة 6٫5 مليار جنيه تخدم 1٫6 مليون فدان بالصعيد وتساهم في توليد 32 ميجاوات من الكهرباء النظيفة.. ويجري العمل الآن في مشروع المثلث الذهبي وهو من المشروعات القومية الكبيرة لاستثمار خامات الذهب والمنجنيز والفوسفات والرخام في المنطقة المحصورة بين قنا وقفط وسفاجا والقصير من ناحية البحر الأحمر. تلك المنطقة الغنية بمناجمها وثرواتها المعدنية.. وينطلق ضمن حلم المليون ونصف المليون فدان مشروع المراشدة بمحافظة قنا لخدمة 12500 فدان حيث وعد الرئيس فأوفي وتسلم جميع المستحقين نصيبهم من الأرض كمنحة من الرئيس وتم بالفعل الانتهاء من تخطيط الأرض وتمهيدها وتوفير المياه اللازمة لريها وزراعتها. وفي إطار خطة الحكومة لتنفيذ عدد من مشروعات التنمية في الصعيد وكذلك إنشاء 6 محاور جديدة علي النيل باستثمارات 10 مليارات جنيه وهي محاور كلابشة وعدلي منصور وسمالوط وقوص ومحور دراو فقد بدأ بالفعل العمل في تنفيذ المرحلة الأولي لمحور ديروط علي النيل علي مسافة 15٫6 كيلومتر باستثمارات 1٫7 مليار جنيه وتضم حارتين مروريتين بكل اتجاه وتتكون من 5 كباري و7 أنفاق منها كوبري علي النيل بطول حوالي 1000 متر وكوبري علي السكة الحديد بطول 630 مترا علي طريق أسيوطسوهاج الزراعي وسكة حديد القاهرةأسوان وترعة الإبراهيمية ومدة تنفيذ المشروع 26 شهراً وسوف يساهم في خلق مجتمعات عمرانية جديدة وربط شبكة الطرق من الطريق الصحراوي الشرقي وحتي الطريق الصحراوي الغربي وتنمية حركة السياحة بالمنطقة وتوفير فرص عمل والحد من حوادث غرق المعديات المنتشرة بالنيل والتي تقوم بنقل المواطنين من شرق النيل إلي غربه والعكس.. وتعد الصوامع التي تم إنشاؤها بمختلف محافظات الصعيد من المشروعات الكبري المهمة حيث تستوعب الطاقة التخزينية للحبوب بدلا من إهدارها بتخزينها في الشون البدائية التقليدية المكشوفة.. هذا بخلاف المدن الجديدة مثل أسيوط الجديدة والمنيا الجديدة وغيرهما.. ثم تأتي درة الصعيد وأيقونة محافظاته جوهرة النيل »أسوان» بعد اختيارها كعاصمة للشباب الافريقي وللاقتصاد والثقافة الافريقية لتكون نقطة الانطلاق لإنشاء منطقة حرة وموانيء وجامعة إفريقية ومدينة إعلامية ولتأخذ مكانها علي خريطة السياحة العالمية. . وهكذا أمكن أن يتم كسر حاجز النسيان ليتغير وجه الحياة علي أرض الصعيد ويتخذ مكانه علي خريطة التنمية الشاملة ويصبح مصدراً من مصادر دعم الاقتصاد القومي وتحقيق الرخاء الاقتصادي في مصر.