"سيتوقف المؤرخون والباحثون كثيرا، امام ثورة الثلاثين من يونيو، بالدراسة والتحليل، واسمحوا لي في هذا السياق، ان اتوقف عند ثلاثة مسارات مضت فيهم الثورة مند ان انطلقت عام 2013م حتي الان، وهي : التصدي للارهاب ، ومواجهة القوي الخارجية الداعمة له، وتحقيق التنمية السياسية والاقتصادية ". وددت أن افتتح مقالي اليوم بتلك الكلمات التي جاءت علي لسان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الاحتفال بذكري ثورة ال 30 من يونيو في العام الماضي، وقد وجدت ذاكرتي تحاول أن تستدعيها وبقوة بينما كنت أتابع ترتيبات وفاعليات معرض "ايديكس 2018" للصناعات الدفاعية والعسكرية ، والذي تم اقامته علي أرض بلادي ، وشاركت فيه 376 شركة من 141 دولة حول العام، و7 وزراء دفاع ، و حوالي 55 وفدا رسميا، و10 آلاف زائر من مصنعي الأسلحة حول العالم. ولن أحدثكم بالتفصيل عن أمور، أعتقد أنه تم تفطيتها من عديد من الزملاء المهنيين والخبراء المتمرسين بشكل جيد في الاعلام بشكل عام (المرئي أو المسموع أو المقروء)، سواء كان ذلك من ناحية أن هذا المعرض يضع مصر علي خارطة المعارض العسكرية لأول مرة ، أو من ناحية الريادة المصرية والسبق في مسألة اقامة جناح خاص بمكافحة الارهاب نظرا لخبرتها حتي تستفيد الدول الاخري من التجربة المصرية في هدا الشأن، أو كتنظيم ، أو كتفاعل دولي قد بدا لنا جميعا من خلال الحرص علي المشاركة الدولية ، بالاضافة الي توقيع عدد من البروتوكولات الهامة مع عدد من الدول، أو كفكرة الترويج والتسويق للسلاح المصري، اوللتأكيد علي تمتع مصر بالامن والامان، أو.... أو.... وما الي ذلك من أمور لا أستطيع معها الا قول "حاجة تشرف والله"..... ومن باب المصادفة وأيضا ما اعتبرته من حسن الحظ أنه كان لي شرف زيارة أحد مصانعنا الحربية قبل اقامة المعرض بعدة ايام، وعلي غرار الجملة الدارجة التي نتداولها أحيانا في احديثنا " اللي شاف غير اللي سمع"، فدعوني أنقل لكم في عجالة سريعة كم كان شعوري بالفخر والسعادة وأنا اتنقل من موقع لآخر، مستمعة لصوت الماكينات وهي تدور، وسط العمال والمهندسين ، لأشاهد ما يتم تصنعيه في بلادي من معدات وأسلحة،.... وادرك تماما اننا لازلنا في بداية الطريق، كما أدرك جيدا بأنه طريق طويل بل صعب ، ولكني أعلم ايضا ان طريق الالف ميل يبدأ بخطوة، والرائع دائما هو أن تضع قدميك علي بداية الطريق الصحيح، مستعينا بإرادتك وقوة عزيمتك وايمانك بهدفك وقضيتك.