كأنه إمبارح

قلم علي ورق

تابعت قبل شهور قليلة حلقات مسلسل »كأنه إمبارح»‬ علي شاشة لإحدي المنصات الالكترونية »‬wavo» وهي منصة تمنحك المشاهدة عند الطلب عبر شبكة الانترنت؛ وقد جذبتني أحداث المسلسل منذ بداية الحلقة الأولي بفضل أحداثه الغامضة وأيضا المشوقة والتي تدفعك لملاحقة الحلقات المليئة بالتفاصيل والقصص والأحداث المختلفة لدرجة إنني وجدت نفسي قد شاهدت ست حلقات دفعة واحدة؛ وتدور الأحداث حول عائلة »‬راجي» - أحمد وفيق - و»‬إلهام» - رانيا يوسف - اللذين يفقدان ابنهما بعد اختطافه علي شاطئ البحر أثناء الاحتفال بعيد ميلاده ؛ قبل 20 عاما لتظل الأم طوال تلك السنوات تبحث عن ابنها الغائب الي ان يظهر في حياتها شاب تنطبق عليه الطفل المخطوف؛ فهل سيكون ابنها ام تتعرض الاسرة لعملية نصب؟؛ لا أريد أن احرق الأحداث للمشاهد حتي يتابع المسلسل في حلقاته القادمة.
الفكرة الرئيسية للمسلسل ربما تكون تقليدية وقدمتها السينما المصرية في عدة أفلام ولكن السيناريو الذي كتبته المؤلفة نجلاء الحديني والمأخوذ عن فورمات أجنبية تم تمصيرها ومستوحي من العمل العالمي »‬کeturn of Luces» استطاعت أن تطوع السيناريو ليتناسب مع المشاهد المصري والعربي فلا يشعر المشاهد بأنه مأخوذ عن عمل أجنبي وذلك بفضل الحبكة الدرامية الرئيسية للمسلسل وهي »‬اختطاف الطفل» وبحث الأسرة عنه بل أضافت خطوطا درامية وأحداثا وشخصيات جديدة وتناولت قضايا مجتمعية حقيقية ؛ جذبت المشاهد لمتابعة الحلقات لمناسبته لكل افراد الاسرة؛ فبخلاف قضاية »‬اختطاف الأطفال» والتي شهد المجتمع المصري قضايا مماثلة لها خلال الفترة الاخيرة نجد المسلسل يتعرض لمشاكل الجيل الحالي والذي تأثرت نشأته بالتطور التكنولوجي ومواقع التواصل الاجتماعي؛ كما يتعرض للعلاقات التي تنشأ بين الشباب والفتيات خارج اطار الزواج رغم عدم وجود مشهد خادش للحياء ووصولا للفجوة الكبيرة التي حدثت بين الاجيال وتسببت في عدم التفاهم وحالة الغيرة بين الاشقاء بسبب تصرفات الآباء والامهات وتفضيل بعض الأبناء علي الآخرين.
وما كان لهذه الأحداث أن تحقق الجذب للمشاهد لولا وجود نجوم وابطال للشخصيات اجادوا في ادوارهم فحولوا شخصيات السيناريو إلي شخصيات من لحم ودم ويأتي في مقدمتهم الفنانة رانيا يوسف التي عاشت من خلال شخصية »‬إلهام» حالة من التألق في الاداء وشكلا ومضمونا وقدمت دور الأم بمشاعر حقيقية فصدقها المشاهد؛ أما الفنان أحمد وفيق فيثبت كل يوم ان نضج تماما ويعيش حالة من التوهج وتميز بتجسيده لدور الاب »‬راجي» للابن المخطوف الذي يحاول فعل المستحيل لتعود زوجته لحالتها المستقرة؛ فقدم وفيق الدور بأسلوب بسيط واداء عفوي غير متكلف؛ اما مفاجاة المسلسل فكانت الفنانة وفاء صادق التي قدمت أجمل أدوارها في السنوات الاخيرة.
يزخر المسلسل بمواهب شابة أجادوا في ادوارها التي قدموها بعفوية شديدة منهم »‬محمد الشرنوبي وخالد انور وهدي المفتي وأسماء جلال ومايان السيد وديانا هشام وآية سماحة».