حركة التاريخ سريعة للغاية والتغير هي سمة الحياه حتي القوي العظمي لاتظل كما هي علي مر العصور فكثيرا ما ظهرت قوي عظمي واختفت فمثلا انجلتراوفرنسا احتلت العالم في القرن الثامن عشر حتي جاءت الحربان العالمية الاولي والثانية وظهرت امريكا والاتحاد السوفيتي وباتت بريطانيا وفرنسا اعضاء في حلف الناتوتحت القيادة الامريكية لحمايتها من الانهيار الذي كادت تسقط فيه امام زحف قوات هتلر في الحرب العالمية الثانية. اليوم اوروبا ووحدتها في خطر مع قرار انجلترا الخروج من الاتحاد الاوروبي في ضربة موجعة للاتحاد وفي وقت شديد الحساسية تعاني فيه القارة العجوز من التهميش في عدد من القضايا الدولية المهمة ابعدت نفسها عنها وجاءت دعوة الرئيس الفرنسي ماكرون الي تشكيل جيش اوروبي موحد بعيدا عن سيطرة وتباعية القارة للناتومحاولة للعودة كقوة فاعلة علي الساحة الدولية لكن ماكرون أعلن في التوقيت الخطأ دعوته لتشكيل جيش أوروبي يحمي أوروبا من روسيا والصين وامريكاوكان شارل ديجول قد اقترحها وكانت حلم نابليون في الهيمنة علي أوروبا. ماكرون أعاد الفكرة مرة اخري بعد الحرج الكبير الذي سببته العقوبات الأمريكية علي بعض الدول مثل ايران وتدفع أوروبا ثمنها بطريق غير مباشروتسببت في حرج لها مع قطاعها الخاص الذي كان قد أبرم عقوداً مع الإيرانيين ومع تهديدات واشنطن للشركات التي تعمل مع الإيرانيين ظهرت الحكومات الأوروبية عاجزة عن تعويض شركاتها بالاضافة الي مطالبة امريكا الدول الاوروبية دفع ثمن حمايتها ماكرون الذي تمتلك بلاده خامس اقوي جيش بالعالم كما لوكان يتمني أن تؤدي فكرته إلي تفكيك حلف الناتوومواجهة الهيمنة الامريكية علي أوروبا لكن فكرة ماكرون لانشاء الجيش الأوروبي ليست محل توافق من كل الدول الأوروبية التي تري في الناتوكافياً لصد أي مخاطر. لذلك ماكرون لن يحقق حلم نابليون وجيش اوروبا الموحد لن يري النور. مشكلة أوروبا الحديثة ليست مع امريكاأوروسيا مشكلتها الأساسية أنها أقصت نفسها عن القضايا الرئيسية في العالم وتريد في الوقت نفسه أن تكون لها يد عليا بحكم التاريخ .