بدأت السلطات الموريتانية في تطويق أنشطة قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، بعد قيامها بإغلاق أكبر المراكز التابعة لهم، علي خلفية شبهات تحيط بممارسات هذا التنظيم ومصادر تمويله، واتهامات تلاحقه بالتحريض علي العنف ونشر التطرف، بما من شأنه المساس باستقرار وأمن البلاد. وأغلقت موريتانيا، جامعة »عبدالله بن ياسين» الخاصة، المملوكة للجماعة، والتي يديرها القيادي في الجماعة الشيخ »محمد الحسن ولد الددو»، وقامت بسحب الترخيص منها، وذلك بعد أيام علي إغلاق مركز »تكوين العلماء»، وهو أكبر مركز تابع للجماعة. وأرجعت الحكومة الموريتانية اتخاذها لهذه الإجراءات، إلي وجود ملاحظات تتعلق بالتمويل والمناهج والارتباطات السياسية لهذه المؤسسات. وأوضح الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد الأمين ولد الشخ، خلال مؤتمر صحفي، أن المتابعة الأمنية لعمل هذه المؤسسات والتحقيقات قادت إلي وجود »شبهات فيما يتعلق بتمويل المركز والجامعة، وحول أوجه الصرف»، مضيفا أن مركز تكوين العلماء »خالف المنهجية الدينية المعتمدة في البلاد وانحرف عن المدرسة الشنقيطية العتيقة». وقال ولد الشيخ إن الحملة الانتخابية الأخيرة »انكشفت فيها الأوراق، بعد ظهور فتاوي للقيادة العلمية المشرفة علي المؤسستين لصالح حزب سياسي معين»، وذلك في إشارة إلي التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (حزب التواصل الإسلامي). وتأتي هذه التطورات عقب تحذيرات أطلقها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، الأسبوع الماضي، من خطر أحزاب الإسلام السياسي في بلاده، التي اتهمها ب»الوقوف وراء دمار عدة دول عربية». وفي الانتخابات الأخيرة التي شهدتها موريتانيا مطلع الشهر الحالي، تعرّض حزب »التواصل الاسلامي» إلي نكسة قوية، بعدما تلّقي هزيمة غير متوقعة من حزب »الاتحاد من أجل الجمهورية» الحاكم في أغلب الدوائر المحلية والجهوية، وفشل في الحصول علي مقاعد برلمانية.