تبدأ القصة.. »بمقاول أنفار» يمر علي القري والنجوع بحثا عن عمالة يومية يختارهم من بين الجالسين في عرض »شغلانة» بجوار الترع.. وكانت الملاحظة أن المقاول لم يكن مهتما في »مجمل» نقاوته بكفاءة صنعة أو احتراف مهنة بقدر تركيزه علي أن يكون النفر مطيعا وبيسمع الكلام ولا يخرج عن الصف إلا بإذنه.. فالمهمة الموكلة إليه كانت مجرد »زفة» ليستوعب منها باقي المقاولين قدرته علي تجميع من يريد في الوقت الذي يريد للغرض الذي يريد!!.. وملأ المقاول في يومين جرارا من أنفار متفرقة المذاهب والملة وألقي بهم في موقع العمل.. وبعد أن »ترستق» الأنفار واستقر بهم المقام اكتشفوا أن المقاول لم يعد مرضي عنه وقد تتوقف »المقاولة» ولن يكون لهم بعدها عيش فيها.. خاصة أنهم فشلوا في كل ما أوكل إليهم من أعمال ومهام.. لكن الأنفار (اللي شبعت بعد جوع) كانت طامعة في الاستمرار والبقاء في أماكنها لسنين أخري.. فكيف بعد أن تعودوا علي »الزفر» أن يعودوا »للعيش الأرديحي» وبدأوا يتمردون علي المقاول (صاحب الفضل والنعمة عليهم) لكنهم ظلوا ساكنين خشية قطع أرزاقهم.. إلي أن »لوح» لهم مقاول منافس »بصباعه» عارضا استمرار تشغيلهم وزيادة في اليومية »فهرول» الجميع إليه دون انتظار وباعوا بثمن بخس (من أتي بهم) تاركين له ما بناه هيكلا منهارا تنعق فيه الغربان.. ووقفوا جميعا في »طابور» انتظارا لتعليمات المقاول الجديد الذي لم تعلمه الحياة أن من باعوا (الأول) لن يكون (الثاني) عليهم غاليا (من كتاب حلاوتها سنية في لعبة الكراسي الموسيقية) في جلسة ذات يوم سألت رئيس لجنة برلمانية عن رؤيته لزيادة المعاشات وأفكاره في كيفية تقليل الفارق بينها وبين المرتبات.. حتي لا »يلبس» الموظفين في الحيطة مرة واحدة.. فقال لي »الحرام بين والحلال بين وبينهما متشابهات وعلينا الأخذ بالأحوط بالصلاة علي النبي»(!!).. فظننت أنه يستهل إجابته بالآيات والأحاديث لعل الله يفتح عليه.. لكن تبين أنها (الإجابة كاملة).. فنظرت إليه غير مصدق لكني أدركت أن الرجل فعلا (مالوش في البطيخ ولا غيره) ولم يكن سوي اختيار خاطئ لرجل غير مناسب.. وقلت في نفسي الله يكون في عون البلد اللي ده فيها رئيس لجنة.. لكن تبين أني كنت علي خطأ لأن صاحبنا »رقوه» بعدها لمنصب أعلي.