علي مدي حوالي مائة عام من عمر لعبة كرة القدم في مصر، حيث بدأنا هذه اللعبة دون مسابقات رسمية منذ 1918، وبعدها بعشر سنوات بدأت الكرة المصرية تشارك في المسابقات الرسمية، فكنا أول دولة عربية وافريقية تشارك في الاوليمبياد، وبعدها كأس العالم، وكل المسابقات الكبري التي نظمها الاتحاد الدولي واللجنة الاوليمبية الدولية، وكنا إحدي الدول الثلاث التي أسست الاتحاد الافريقي، وفزنا بأول لقبين للبطولة الافريقية، واستمرت الرياضة المصرية حتي يومنا هذا في كل المنافسات الكروية، فحصدنا كل أنواع البطولات ناشئين وشباباً وكباراً، وافتخرنا بأجيال عظيمة، بدءا من حسين حجازي وعبد الكريم صقر ومصطفي كامل منصور والتتش وصالح سليم ومحمد حسن حلمي ومحمد لطيف وحماده إمام وأحمد مصطفي والجوهري وعلي أبوجريشة والخطيب وحسن شحاتة وابراهيم يوسف وشحتة وثابت البطل واكرامي وحسام حسن وحازم إمام وأبوتريكة ومحمد بركات، وصولا إلي اجيال ضمت حسام غالي وعماد متعب وأحمد فتحي وحسني عبدربه ومحمد صلاح، وكثيرون يعجز القلم عن ذكرهم لم يكونوا فقط لاعبين أفذاذاً، بل منهم من صعد إلي القمة في عالم التدريب، وكان له بصمة كبيرة في وضع أسس وقواعد كرة القدم، سواء من ناحية التدريب أو الدراسة، فوجدنا اسما كبيرا مثل محمد عبده صالح الوحش والذي مازالت بصماته حتي الان واضحة في العديد من الدول العربية، وما زال الكثيرون هناك يدينون بالفضل لهذا الاسم الكبير، والاكثر من ذلك انه كان أستاذا للتربية الرياضية، فتخرجت من تحت يديه اجيال عديدة ساهمت في نشر اصول وقواعد كرة القدم في مصر والعالم العربي والافريقي. ولم يكتف عظماء كرة القدم بذلك بل أصبحوا اساتذة في الإدارة الكروية فوجدنا نماذج عظيمة اصبحت هي القدوة والمثل في الإدارة الرياضية، بعيدا عن سطوة رأس المال، أمثال صالح سليم ومحمد حسن حلمي وحسن حمدي، ثم كان الامتداد الطبيعي لهؤلاء العظماء محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي الحالي، أحد أهم نجوم الكرة المصرية علي مر التاريخ. ولم تخل السنوات الماضية من أزمات ومشاكل للكرة المصرية، منها ما تصاعد بصورة كبيرة حتي وصل إلي الانسحاب من بطولة الدوري العام، ومنها ما تم بسببه حل اتحادات الكرة المصرية اكثر من مرة، ولكن في كل مرة كان القرار نابعاً من انفسنا فنحن الذين ندير مسابقاتنا، ولا نسمح لأحد بأن يتدخل في شئوننا الكروية، لانه كما قلت إننا أصحاب الريادة وأصحاب الصدارة وأصحاب التاريخ والمستقبل أيضا. نعم نعاني من بعض المشكلات، ولكنها مشكلات عادية تواجهها كل المسابقات في انحاء العالم، ولكن ما يخيفني هذه النغمة الجديدة التي تحاول ان تدمر في الثوابت المصرية، وأقصد بوضوح شديد جدا، الأندية المصرية الكبري التي يفوق عمرها عمر بعض الدوريات والمسابقات في دول متقدمة كرويا وبمسافة بعيدة عن مصر، ولن أسهب في سرد تاريخ ناد عظيم مثل الأهلي، أو ناد كبير مثل الزمالك، أو ناد جماهيري مثل الاسماعيلي، وغيرها الكثير من الأندية، أما مسابقة الدوري العام فيكفي انها بدأت رسميا عام 1948، وقبلها بسنوات بعيدة مسابقات الكأس والمناطق، أي اننا أصحاب التاريخ ونستطيع أن نعالج مشاكلنا فيما بيننا، دون الحاجة لأي تدخلات تعكر من صفو حياتنا الكروية. اتركوا لنا الكرة، نخطيء ونصيب في إدارتها، ولكن نظل دوما أصحاب القرار والريادة