ثورة حقيقية تشهدها مصر حاليا في اثنين من أهم القطاعات لبناء الإنسان المصري وهما التعليم والصحة، ولا يخفي علي أحد أن هذين القطاعين علي الرغم من أهميتهما القصوي إلا أنهما تعرضا لتراجع كبير في معدلات التنمية والتطوير خلال السنوات الأخيرة. فرأينا التعليم يتحول الي تجارة رابحة في المدارس أوالجامعات الخاصة ويتخرج كل عام آلاف الطلبة غير المؤهلين لسوق العمل وبالتالي تتزايد أعداد العاطلين عن العمل عاما بعد عام وتصبح إحدي المشاكل الضاغطة التي تحتاج ألي حل عاجل، وفي مجال الصحة رأينا تدهور الخدمات الطبية التي تقدمها المستشفيات الحكومية التي تعاني من نقص الأدوية والكفاءات الطبية سواء في الأطباء أوالتمريض وظهرت حالت الوفيات نتيجة عدم توافر الأدوية أوالعلاج ولعل آخرها مستشفي ديرب نجم، وفي المقابل ظهرت المستشفيات الخاصة ذات التكاليف الباهظة بينما ارتفعت فاتورة العلاج علي نفقة الدولة في الخارج الي عشرات المليارت من موازنة الدولة . وأمام هذه الأوضاع المأساوية التي أثقلت كاهل المواطنين كانت الثورة الحقيقية التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة الارتقاء بمستوي التعليم لبناء الانسان المصري المتعلم والمؤهل لدخول سوق العمل والمساهمة في بناء مصر الجديدة التي تتطلع لكي تستعيد مكانتها اللائقة بها وإيجاد حل لمشكلة الدروس الخصوصية وتحسين أحوال المدرسين وتطوير منظومة التعليم لتواكب تطورات العصر ويستعيد المعلم مكانته وتعود المدارس والجامعات مراكز إشعاع وتنوير كما كانت في الماضي تخرج المتفوقين في مختلف المجالات ويشعر المواطن المصري بقيمته ومكانته وتعود المواهب للظهور بعد ان وفرت الدولة لها مختلف أوجه الرعاية . وفي نفس الوقت أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي الثورة الثانية في المجال الصحي وقرر العام الماضي تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل لجميع المواطنين بحيث تضمن الدولة توفير الخدمات العلاجية والطبية اللازمة للمواطنين والعمل علي تقليل انتظار المرضي في قوائم تمتد أحيانا الي عدة أشهر لإجراء العمليات الجراحية اللازمة . وخلال افتتاحه مستشفي المنوفية العسكري المقام علي أحدث طراز طبي عالمي لتوفير الخدمات الطبية والعلاجية للمواطنين، أعلن الرئيس السيسي ان شهر أكتوبر القادم سيشهد أضخم حملة للكشف عن المصابين بفيروس سي وعلاجهم وأن هذه الحملة تهدف للقضاء نهائيا علي هذا المرض خلال عامين علي الأكثر، وتعتبر هذه الحملة من أكبر واهم الحملات الطبية التي تقوم بها الدولة للقضاء علي هذا المرض نهائيا في إطار خطة شاملة لتوفير الرعاية اللازمة للمواطن المصري علي أرض مصر وحتي يدرك ان الدولة لاتدخر جهدا في سبيل توفير الرعاية اللازمة له ولأسرته وبناء الإنسان المصري الذي ينعم بالخدمات التعليمية والصحية المناسبة وتنطلق مصر الحديثة وهي تتطلع الي استعادة مكانتها كمنارة للعلوم والثقافة والفنون والآداب .