تعليقات كثيرة امتلأت بها صفحات الفيس بوك والمواقع الاليكترونية طوال الاسبوع الماضي حول عملية ضبط جاسوس الموساد الاسرائيلي ايلان تشايم. كثير من هذه التعليقات وصفت العملية بانها فيلم هندي أو »اشتغالة جديدة« من صنع النظام المصري الجديد لالهاء المجتمع في اوهام بعيدة عن متطلباته الحقيقية في اشارة الي انها انتكاسة بمصر والعودة بها لفكر ما قبل الثورة.. وبعد متابعتي لمحاولات التشكيك في عملية الجاسوس اصبحت متأكدا وبدون شك ان الفيس بوك والذي بدأت منه شرارة الثورة التي خلصتنا من الطاغية وعصابته هو ايضا مأوي ومسكن للجواسيس والعملاء فلا أعتقد ان هناك مصريا مخلصا وواعيا يصل به تفكيره للنيل من عمل وطني تم بجهود جهاز أمنه القومي صاحب الشهرة العالمية بعملياته الناجحة. لقد تيقنت من وجهة نظري كلما تذكرت ما بذلته هذه التعليقات المشبوهة للتشكيك في هذا العمل الوطني رغم كل الصور والوقائع.. واستنادا الي انكار اسرائيل لانتماء هذا الجاسوس إليها بل وترديد ما ذكرته بعض المواقع العبرية بأن ايلان ليس سوي انسان طائش لا علاقة له بعمل المخابرات أو كما قال والده من نيويورك إنه مجرد انسان مثالي ينشر السلام. وأصبح وكأنه مطلوب من المخابرات المصرية ان تخرج في مواجهة التشكيك وفي سابقة هي الاولي ان تقسم لهؤلاء المشككين ان العملية صحيحة وسليمة مائة في المائة. عموما وبعيدا عن التشكيك في عملية ناجحة لجهاز الأمن القومي المصري اري اننا اصبح مطلوبا منا اكثر من اي وقت مضي ان ننتبه جيدا لبعض ساكني الفيس بوك والدور الخطير الذي يقومون به وتأثيرهم التخريبي خاصة مع وجود شرائح اجتماعية كثيرة للاسف سهلة الانقياد دون تمحيص وتفكير فيما يتلقونه. قلبي مع رجال المخابرات الاوفياء في هذه المرحلة الدقيقة بعد نجاح الثورة وازاحة الطاغية وعصابته فالملعب اصبح مفتوحا لكل الشياطين والابالسة لحبك مؤامراتهم حتي لا تعيش مصر دورها الحقيقي وتعيد الفئران إلي جحورها.