خرجت السينما المصرية خالية الوفاض إلا من جائزة يتيمة لفيلم »فوتوكوبي» وهي جائزة السيناريو والتي جاءت غير متوقعة في ختام مهرجان وهران للفيلم العربي الذي انتهت فعاليات دورته الحادية عشرة التي ترأسها ابراهيم صديقي مساء الثلاثاء الماضي بمدينة وهران غرب الجزائر. فقد حصد الفيلم المصري »فوتوكوبي» علي جائزة افضل سيناريو للسيناريست هيثم دبور وتسلمها الفنان والمطرب هاني عادل بينما حصدت الفنانة شيرين رضا علي تنويه خاص من لجنة التحكيم وشهادة تقدير عن دورها في الفيلم ؛ بينما لم تحصد الافلام المصرية الاخري التي شاركت في مسابقات المهرجان علي اي جوائز؛ وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، تنافس فيلمان مصريان هما: »ندي»، لعادل أحمد يحيي، و»أعراض»، لنوران طارق،كما تنافس فيلمان مصريان هما »النحت في الزمن» ليوسف ناصر و»فرعون السومو» لسارة رياض علي جوائز مسابقة الأفلام الوثائقية. وخلال حفل الختام الذي اقيم بمسرح الهواء الطلق »حسني شقرون» تم توزيع الجوائز بحضور والي وهران وأمين عام وزارة الثقافة نائبا عن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي وقد تم حجب جائزة بانوراما الفيلم الجزائري القصير؛ وفي مسابقة الفيلم الوثائقي فاز بجائزة الوهر الذهبي الفيلم اللبناني »طعم الاسمنت» وجائزة لجنة التحكيم لفيلم »معركة الجزائر» وتم منح شهادات تقدير وتنويه خاص للفيلم الاماراتي »ألات حادة» والمصري »النحت في الزمن» والعراقي »مرايا الشتات» وفي مسابقة الفيلم الروائي القصير فاز بجائزة الوهر الذهبي لافضل فيلم اللبناني »شحن» اما جائزة لجنة التحكيم فحصدها الفيلم التونسي »رقصة الفجر» وشهادات تقديرافلام »بلاك مامبا» و»البنفسجية» و»المخاض» وفي مسابقة الفيلم الروائي الطويل حصد الفيلم العراقي »الرحلة» علي تنويه خاص. اما جائزة لجنة التحكيم فتم منحها للفيلم الفلسطيني »واجب» أفضل سيناريو الذي حصل علي جائزة افضل دور رجالي مناصفة بين محمد بكري والابن صالح بكري اما افضل دور نسائي فحصدته اميرة شبلي »تونس بالليل» اما أفضل مخرج فقد تم منحها للمخرج المغربي عز العزب العلوي عن فيلمه »دوار البوم» اما جائزة الوهر الذهبي لافضل فيلم روائي طويل فحصل عليها الفيلم الجزائري »حتي آخر الزمان». ورغم خروج السينما المصرية بجائزة واحدة من المهرجان وشهادتي تقدير فقط إلا انه تظل المشاركة المصرية في المهرجان هي الابرز والاكثر فعالية سواء من ناحية الاقبال الكبير علي الافلام التي شاركت في المسابقات او حتي فيلم الافتتاح »كارما» والذي امتلأت قاعة سينما المغرب وكانت المشاركة المصرية تليق بتاريخ وتأثير السينما المصرية، فكانت مصر وأبناؤها فاعلين طوال أيام المهرجان، وهو ما يؤكد عمق العلاقات وصلابتها بين مصر والجزائر. الفيلم المغربي »كيليكيس..دوار البوم» في عرضه العالمي الاول والذي فاز مخرجه عز العرب العلوي بجائزة افضل مخرج لفت الانتباه منذ عرضه خلال المهرجان وتوقع الجمهور فوزه بجوائز عدة وهو مأخوذ عن قصة حقيقية دارت احداثها خلال فترة مهمة في تاريخ المغرب في أواخر الستينيات إلي التسعينيات والتي يطلق عليها » سنوات الرصاص».. واشاد الجمهور للفيلم الجزائري »إلي آخر الزمان» الذي حصد الجائزة الكبري وهو تأليف وإخراج ياسمين شويخ، بطولة جيلالي بوجمعة وجميلة عراس وتدور أحداثه في مقبرة سيدي بولقبور، حيث يعيش حفار القبور »علي» الذي تجاوز الستين ويلتقي ب »جوهر» التي جاءت لزيارة قبر شقيقتها للمرة الأولي بعد وفاة زوجها. وتسعي »جوهر» إلي تجهيز القبر لترقد فيه إلي جوار شقيقتها الراحلة وتقرر إقامة جنازة لها استعدادا للرحيل وتطلب المساعدة من »علي» لكن استعداداتها للرحيل من الدنيا تتوقف فجأة عندما تقع »جوهر في حب علي» ويكتشف أنه يبادلها الشعور نفسه. ومن الأفلام المهمة التي عرضها المهرجان الفيلم السوري »رجل وثلاثة أيام» سيناريو وإخراج جود سعيد والذي منع من المشاركة في مهرجان العالم العربي بباريس بحجة انه من إنتاج الدولة السورية؛ وتناول الفيلم اللبناني »نور» قضية زواج الفتيات القاصرات تحت ضغط الفقر والجهل حيث تناول الفيلم قصة نور فتاة في الخامسة عشرة من عمرها، تعيش في قرية فقيرة تعيش حياتها بطفولية وتحبرها عائلتها الفقيرة علي الزواج من شاب ثري، رغم فارق السن بينهما، وبعد زواجها، تتعرض نور للاضطهاد من طرف زوجها وعائلته ؛ أما الفيلم الجزائري »لم نكن أبطالا» إخراج وسيناريو نصر الدين قنيفي فمأخوذ عن كتاب »المعتقل» للكاتب عبد الحميد بن زين وبطولة أحمد رزاق فقد نجح في رصد معاناة الجزائريين، مع الاستعمار الفرنسي.. وقوبل فيلم »تونس الليل» للمخرج إلياس بكار بحفاوة كبيرة وهو يتناول قصة إذاعي مشهور تقوم السلطات بقطع البث عن حلقته الأخيرة ليكشف عن أنماط مختلفة من الحياة لكل فرد في هذه العائلة، أما الفيلم العراقي »الرحلة» فيكشف عن معاناة العراقيين مع الارهاب من خلال قصة فتاة غامضة، تسعي لتفجير نفسها داخل محطة قطار، لكنها تتراجع وتجد نفسها في مواجهة مع طبقات المجتمع العراقي. واستقبل بحفاوة الفيلم الفلسطيني »واجب» للمخرجة آن ماري جاسر، بطولة ماريا زريق ومحمد بكري ويرصد التناقضات الفكرية بين الواقع الحقيقي علي الأرض في فلسطين وضرورة قبول المعايشة وبين بعض الشباب المهاجرين الذين يرفضون الواقع الذي يعيش فيه آباؤهم من تعايش مع الإسرائيليين.