حمي غريبة أصابت سوق السلاح بالجنون! جاء الانفلات الأمني سبباً ليوقظ تجارة الأسلحة من غفوتها التي لم يشعر بها قبل الثورة إلا شريحة بسيطة من الناس.. فالآن لا شئ يشغل بال الكثير من مختلف الطبقات سوي شراء قطعة سلاح يؤمنون بها أنفسهم في مواجهة أخطار البلطجة.. الأمر الذي دفع تجار الأسلحة لرفع سعره الي أرقام فلكية.. وكأن تفسير ما يحدث أن الناس تعتقد ان ظاهرة الانفلات الأمني ستصير أمراً طبيعياً في البلاد لعهد طويل قادم ولعل أبرز بوابات عبور الأسلحة القادمة من الخارج من المناطق الغربية والجنوبية من ليبيا والسودان. وأغرب ما يدهشني ان المقبلين علي شراء الاسلحة غير مدركين لخطورة رواج الأسلحة وانتشارها خاصة خلال الفترة الراهنة.. في الوقت نفسه تراجعت جرائم البلطجة والعنف في الشوارع الي حد كبير نتيجة للحملات الأمنية المتواصلة التي تشنها اجهزة الأمن بعد منتصف كل ليلة علي مستوي كافة المناطق وتستهدف ملاحقة الخارجين علي القانون بكل اشكالهم.. وبالفعل نجحت هذه الحملات في إسقاط عدد كبير منهم وتسليمهم للعدالة. تجارة الأسلحة اصبحت تشكل خطراً جديداً علي الأمن.. الذي أصبح لزاما عليه ملاحقة هؤلاء وفرض رقابة شديدة علي المنافذ لمنع تهريبها للبلاد.. فكفانا ما لاقيناه من ترويع وتهديد لأرواحنا وممتلكاتنا.. أم ننتظر حتي نري الأسلحة في أيدي الأطفال يلهون بها علي سبيل المغامرات البريئة؟!