تخسر القاهرة كل عام نحو 12 مليار جنيه بسبب ازدحامها بأكثر من 1.8 مليون سيارة، منها600 ألف لاتجد أماكن انتظار، وتفقد الشوارع 33% من قدرتها الاستيعابية بسبب الانتظار الخاطيء، طبقا لبيانات الإدارة العامة لمرور القاهرة، وهو مادفع العديد إلي تبني مبادرات هدفها نشر فكرة ركوب الدراجات بدلا من السيارات. المبادرات التي بدأها شباب من أعمار مختلفة تقوم علي فكرة اقتصادية، قوامها أن كل عشرة أشخاص يركبون الدراجات لمسافة كيلومتر يوميا لمدة عام واحد فقط يمكنهم توفير 340 لتر وقود، وتوفير القيمة النقدية لكل فرد في سعر الوقود، ويساهمون في خفض 750 كجم من غاز ثاني أكسيد الكربون الضار، كما أن ركوب الدراجة لمدة نصف ساعة يومياً يحمي الشخص من الإصابة بأمراض القلب والسكر بنسبة 40٪، بالاضافة إلي أن تكاليف شراء وصيانة الدراجه لا تزيد علي 1% من تكلفة شراء وصيانة السيّارة، يوفر ركوب الدراجة ما يزيد علي 16% من نفقات الشخص مقارنةَ بالمواصلات. ويروي أحمد منصور صاحب مبادرة Egy bike فكرتها التي خرجت من خلال جمعية اريد حياة التي تدعو لنشر ثقافة استخدام الدراجات كوسيلة هامة للتنقل والدعوة لانتشارها خاصة أنها واحدة من ثلاث رياضات فقط يسمح ممارساتهم لمرضي السرطان بخلاف المشي والسباحة، كما تنظم المبادرة مسارات لاستخدام الدراجات وتوفير الدراجات للمشاركين بأجر رمزي يعود بالكامل إلي » جمعية اريد حياة» لرعاية مرضي الأورام. ويري محمد سامي مؤسس مبادرة Go bike أن تطبيق قيادة الدراجات كوسيلة نقل شبه أساسية سيعود بالإيجاب علي المجتمع وأفراده ويحافظ علي سلامة البيئة من التلوث والتقليل من عوادم السيارات، خاصة أن القاهرة ينبعث منها يوميا نحو 48 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون، وتستهلك 5 ملايين لتر بترول يوميا، مما يسبب الأمراض السرطانية ويؤثر بصورة مخيفة علي الجهاز العصبي للإنسان، بينما استخدام الدراجات كوسيلة بديلة للتنقل صديقة للبيئة وموفرة للوقود، وتعمل علي تخفيف الضغوط العصبية، بالإضافة إلي أزمة نقص المواد البترولية مع زيادة تكلفتها، ولذلك توفر المبادرة الدراجات للمشاركين في البداية ثم غالبا ما يطلب منا المشارك مساعدته في شراء دراجة خاصة له. ويقول مصطفي حسين أحد مؤسسي نادي القاهرة لراكبي الدراجات أن البداية كانت عام 2008 حين تم إنشاء نادي علي الإنترنت للتعرف علي محبي الهواية وقاموا بتنظيم جولات صغيرة في البداية، وهو ينظم منذ ذلك الحين جولات بالدراجات، عادة في الصباح الباكر من كل يوم جمعة، وشعارهم »سيارة واحدة أقل تؤدي إلي تلوث أقل، وزيادة المساحات الخضراء ومستقبل أفضل للأجيال المقبلة». محافظة القاهرة دخلت أيضاً في نهاية العام الماضي في الدعوة لنشر ثقافة ركوب الدراجات من خلال منحة قيمتها 30 مليون جنيه لإنشاء محطات ومواقف للدراجات مع تحديد حارات آمنة ومعزولة عن الطريق العام لسلامة ركاب الدراجات، وتتكتم المحافظة حاليا عن إعلان التفاصيل لحين الانتهاء الفعلي من كافة الطرق الممهدة والمسارات لمستخدمي الدراجات ونشرها بكافة أحياء القاهرة.