الجامعة تقود قاطرة التنمية باستخدام أحدث تقنية في العالم في حدث يعتبر هو الأول من نوعه في مصر ستشهد الجامعة البريطانية في مصر الخميس القادم أول اجتماع للمجلس الاستشاري لمركز بحوث النانوتكنولوجي بالجامعة بعد أن وافق محمد فريد خميس رئيس مجلس الأمناء علي تشكيل هذا المجلس من نخبة من علماء النانوتكنولوجي في معظم التخصصات والتطبيقات المستهدفة وذلك تحت عنوان »المنتدي الدولي لعلماء النانوتكنولوجي» وتحت رعاية د. خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي وبحضور لفيف من الوزراء والعلماء والباحثين. وسيتم خلال الاجتماع كما يقول د.أحمد حمد رئيس الجامعة البريطانية في مصر مناقشة وضع خارطة طريق لمركز بحوث النانوتكنولوجي بالجامعة البريطانية ومدي الاستفادة الفعلية لتطبيقات النانوتكنولوجي بما يخدم المجتمع المصري في العديد من المجالات ذات الصلة، ويسبق الاجتماع ورشة عمل دولية يوم الأربعاء القادم تحت عنوان» قمة النانوتكنولوجي»يلقي فيها العلماء أعضاء المجلس الاستشاري محاضرات تخصصية لنقل خبراتهم إلي شباب الباحثين والطلاب المصريين . كانت الجامعة البريطانية قد قامت بدعوة الباحثين والطلاب من مختلف الجامعات ومراكز الأبحاث المصرية لحضور ورشة العمل هذه، كما تم انشاء موقع إلكتروني خاص به جميع فعليات ورشة العمل، لتعظيم الفائدة ومشاركة من الجامعة البريطانية في خدمة وتنمية المجتمع كأحد أهم الأدوار التي تقوم بها الجامعة البريطانية في مصرhttp://www.bue.edu.eg/index.php/Nanotechnology-Summit بداية النانو وكانت البداية الفعلية لبحوث وتطبيقات النانوتكنولوجي من الناحية التاريخية قد انطلقت في أوائل ثمانينيات القرن الماضي وأصبحت في نمو مطرد ليس له نظير حتي بلغت الاستثمارات العالمية في هذا المجال أكثر من تريليون دولار، وشملت تطبيقاتها كل مجالات الحياة اليومية، وأصبح المواطن العادي ينتظر من النانوتكنولوجي حل جميع المشاكل التي أصبحت مستعصية علي باقي التقنيات خصوصًا في مجال الطب والهندسة والصناعة والزراعة والمياه، لما أظهرته نتائج الدراسات والبحوث في تحقيق نقلة تكنولوجية نوعية بأقل تكلفة حيث يعتبر البحث العلمي في أي دولة متقدمة هو عماد التقدم والرقي والنمو المجتمعي والاقتصادي والارتقاء بالمستوي المعيشي للفرد والمجتمع، لدرجة أنه أصبح أساسا من أساسيات الأمن القومي لكل بلد. ما هي النانو تكنولوجي ؟ والنانوتكنولوجي هي التقنية التي تمكن العلماء فيها من التحكم في بناء جزيئات المواد في حجم النانومتر (ما بين 1 ، 100 نانومتر) بشكل وحجم محدد، وباختلاف كل من الحجم والشكل لنفس المادة النانومترية تختلف الخواص الكيميائية والفيزيقية والبيولوجية للمادة عنها في الحالة العادية، ومن هنا يمكن أن ينتج لنا من نفس المادة العديد من الأشكال والأحجام ذات الصفات المختلفة التي تفتح الباب لإنتاج ملايين المنتجات الجديدة ذات الصفات الفريدة وبالتالي مصانع وأيد عاملة ونمو اقتصادي.. ولتقريب فكرة النانوتكنولوجي نضرب مثالاً للفحم والماس، فمن المعروف أنهما يتكونان من الكربون (وهذا يعني أن لهما نفس التركيب الكيميائي) ولكن الاختلاف بينهما في ترتيب ذرات الكربون بحيث يكون للماس شكل بلوري متماثل، بينما يكون للفحم شكل بلوري سداسي، فإذا كانت النانوتكنولوجي تمكّن العلماء من التحكم في ترتيب الجزيئات بالشكل والحجم الذي يرغبون فيه، فمن الممكن إعادة ترتيب ذرات الكربون الموجودة في الفحم ليصبح قطعة من الماس، ولذلك تعد تقنية النانو ثورة صناعية قادمة ستغيّر المفاهيم المعرفية والصناعية إلي أشياء أشبه بالخيال عند مقارنتها بمفاهيم الواقع الحالي، وسوف تخدم كافة أغراض المعرفة البشرية إلي درجة أن العلماء وحتي العامة يعولون كثيراً علي هذه التقنية في الاستخدامات الطبية المتقدمة وكشف وعلاج الأمراض المستعصية في مراحل مبكرة جداً مثل أمراض السرطان وكذلك الصناعات المختلفة في أكثر من مجال وخصوصاً الإلكترونيات المتقدمة، ناهيك عن التطبيقات العسكرية. النانوتكنولوجي بالجامعة البريطانية لذاكان لابد لمصرأن تلحق بهذا الركب، ومن هذا المنطلق أخذت الجامعة البريطانية بزمام المبادرة وأنشأت أكبر مركز لبحوث النانوتكنولوجي بمصر» مركز بحوث النانوتكنولوجي» بتكلفة بلغت المائة مليون جنيه مصري، ليكون منارة للبحث العلمي المتقدم جنباً إلي جنب مع المراكز البحثية الدولية، مساهمة من الجامعة البريطانية في خدمة المجتمع المصري، وبتكليف مباشر من الأستاذ محمد فريد خميس، رئيس مجلس أُمناء الجامعة البريطانية في مصر بإنشاء مركز بحوث النانوتكنولوجي وإمداده بكافة الإمكانيات العلمية والمعملية المتقدمة، وقد تم تصميم مركز النانوتكنولوجي ليقدم خدمة متميزة تعتمد علي أربعة محاور: المحوالأول (التعليم) لما سيقدمه من خدمات تعليمية دولية بالتعاون مع العديد من الجامعات الدولية المرموقة للدراسات العليا في مجالات النانوتكنولوجي. والمحو الثاني (البحوث ونقل التكنولوجيا) والذي سيركز بشكل أساسي علي مجالات تطبيقية يحتاجها المجتمع المصري وهي الطب والزراعة والمياه والطاقة المتجددة. المحور الثالث (يخدم الصناعة) حيت تم البدء بثمانية معامل متخصصة ومجهزة بأحدث التقنيات والأجهزة العلمية المتطورة طبقاً للمعايير والمواصفات الدولية للمعامل. تنقسم هذه المعامل إلي ثلاثة أقسام رئيسية: القسم الأول : يختص بتصميم وتصنيع المواد النانومترية باستخدام طرق التصنيع المختلفة (الكيميائية، والفيزيائية والبيولوجية)، ويعتبر هذا القسم هو الأهم في المركز وسيكون بمثابة الانطلاقة لتمكين الباحثين من تصنيع المواد النانومترية الخام بدلاً من استيرادها من الخارج بالإضافة إلي امتلاك أسرار التصنيع لهذه المواد عالية التقنية؛ مما سيجعل لمصر مكانة مستقبلية بين الدول النانو تكنولوجية المتقدمة. ويختص القسم الثاني بتوصيف وتشخيص المواد النانومترية، وقد تم تجهيزه بأجهزة وتقنيات متقدمة تشمل التوصيف الكيميائي والفيزيائي والبيولوجي علي كافة المستويات الحيوية (المستوي الجزيئي والجيني والخلايا والأنسجة ثم حيوانات التجارب) لتكوين صورة توصيفية مكتملة الأبعاد عن كل ما يتعلق بالمواد النانومترية سواء المصنعة محلياً او المستوردة، وسوف يقدم هذا القسم خدماته لجميع قطاعات الدولة، الحكومية والخاصة، طبقاً للمعايير والمواصفات الدولية المتبعة فيFDA و EFSA و WHO وذلك في اطار التعاون المقترح بين الجامعة وتلك المؤسسات الدولية. القسم الثالث: ويختص بتطبيقات النانوتكنولوجي التي تتناول أربعة مجالات أساسية هي الزراعة والمياه والصحة والطاقة بالإضافة إلي التطبيقات الصناعية المختلفة. وهذا القسم يعتبر الوحدة الإنتاجية للمركز بحيث يصبح مركز النانوتكنولوجي مصنعاً للمخرجات البحثية. دور المركز في خدمة المجتمع وسيحقق النانوتكنولوجي بلا شك طفرة نوعية في كافة نواحي الحياة حيث ينقسم دوره الي قسمين أساسيين، أولا: إيجاد حلول جديدة مبتكرة للمشكلات التي تواجه المجتمع المصري. ثانياً: تطوير الأسس والتقنيات الصناعية لتحقيق معدلات إنتاجية عالية تواكب الزيادة السكانية المطردة وقلة المصادر الطبيعية، ولا يقتصر الأمر علي البحث العلمي النظري فقط بل امتد إلي منتجات وحلول علي أرض الواقع. وخلال الفترة السابقة اقتصرت إنجازات بحوث النانوتكنولوجي المصرية في محاولات فردية هنا وهناك لبعض العلماء والباحثين المصريين، قد يكون الإنجاز الواضح منها هو تثقيف المجتمع ومعرفته بهذه التكنولوجيا حيث أصبحت معظم طوائف المجتمع حتي المواطن العادي علي علم بالنانوتكنولوجي ويتابع أخبارها أملا في أن تجد له حلاً لمشكلة ما. ولأن مصر الآن علي أعتاب مرحلة تطور ونمو واعدة؛ فكان لابد من التوسع في إنشاء مراكز بحثية متخصصة في النانوتكنولوجي ذات أهداف ومهام محددة وواضحة المعالم وذات آليات تفعيل واقعية من حيث الإمكانيات والتمويل في فترة زمنية محددة، ولا تقتصر أهدافها علي البحث العلمي لمجرد الحصول علي الشهادات والدرجات العلمية والترقية الوظيفية،وهذا ما يهدف مركز بحوث النانوتكنولوجي بالجامعة البريطانية أن يقدمه للمجتمع المصري ليكون النواة وحجر الأساس لانطلاقة علمية تواكب تطورات العصر وتعيد مصر إلي الخريطة العلمية العالمية وتحقيقا لخطة استراتيجية التنمية المستدامة 2030.