اخيرا أُسدل الستار علي تراجيديا مُستعمرة الجذام في الخانكة. ونجحت مؤسسة مصطفي وعلي امين الخيرية (ليلة القدر) في تسليم جهاز السونار الدوبلر الذي طلبه مرضي الجذام. عادت قافلة ليلة القدر راضية مجبورة الخاطر بعد أن سلمت الجهاز لادارة المستعمرة وحققت امنية حوالي 500 مريض جذام بين مُقيم ومُتردد علي المستعمرة. عدنا لبيوتنا فرحين منتصرين، بعد اسبوعين من الاخذ والرد. عدنا بعد أن تغلبنا علي "البيروقراطية الشرسة!" بداية القصة كانت قبل عدة اشهر عندما طلبت الادارة السابقة لمستعمرة الجذام من المؤسسة جهاز سونار لحاجة المرضي. واستجابت ليلة القدر فورا، لان هؤلاء المرضي في اشد الحاجة لمن يحنو عليهم ويساعدهم علي تجاوز مرض عزلهم عن الحياة. قدمنا لهم الجهاز حسب المواصفات المطلوبة بتكلفة 240 الف جنيه، لكن فوجئنا بتعنت وروتين قاتل من جانب الادارة الجديدة للمستعمرة أثناء تسليم الجهاز، واضطررنا آسفين لسحب الجهاز . وكتبت "بلاغ الي وزير الصحة" في مقالي المنشور في اخبار اليوم قبل ثلاثة اسابيع. سردت فيه ما حدث، وختمته متسائلة: من مسئول في بر مصر عن رعاية مرضي مستعمرة الجذام؟ واستجابت وزارة الصحة في نفس يوم النشر. اتصلت بي الاستاذة "منال سالم" المتحدثة الاعلامية وتدخلت مع وكيل وزارة الصحة بالقليوبية لحل المشكلة. وتوجهنا مرة أخري إلي المستعمرة، وسلمنا جهاز السونار الحائر في وجود الدكتور "حمدي الطباخ" وكيل وزارة الصحة بالقليوبية الذي ذلل لنا كل الصعاب. وتغلبنا علي البيروقراطية الشرسة.