قضية استئناف الدوري معروفة وواضحة.. وهي ان الاندية التي تطالب باللعب تخشي علي نفسها ماديا وفنيا، والاندية التي ترفض تخاف علي نفسها من الهبوط رافعة شعار »طظ في أي حاجة« !! اما مشكلة عدم الهبوط التي اثيرت، فقد كان الهدف من طرحها التهدئة وتقليل حجم الانفعالات في المدرجات، بما يخفف العبء علي رجال الامن هذا الموسم.. اما الموسم القادم فله شعار آخر.. وهو يحلها الف حلال! »الصح« واضح.. و»الغلط« واضح، وكان ينبغي لاتحاد الكرة بعد ان حصل علي موافقة د. عصام شرف رئيس الوزراء باستئناف النشاط- عقب لقاء المهندس حسن صقر- ان يدعو ممثلي الاندية لاجتماع عاجل موسع لمناقشة كل امور المسابقات وكيفية عودتها، وبأي نظام، قبل ان يعلن الاتحاد تصوراته فيما يخص التنظيم والهبوط والصعود، وغيره فكانت النتيجة كل هذا الجدل الذي يزيد مساحة الخلافات. الحوار بين الاطراف المعنية هو الطريق الوحيد لازالة اي عقبات. عودة الدوري هو الاختبار الاصعب للرياضة المصرية التي شوه صورتها فضيحة مباراة الزمالك والافريقي التونسي.. وعدم تجاوز هذا الاختبار سيعني ان الرياضة ستغرق في مستنقع لن تخرج منه إلا بعد سنوات. ولعل المرور من الامتحان الصعب لن يتحقق إلا بضمان سلامة الامن في الملاعب، وبضرب من يعتقدون ان الحرية هي الطريق للفوضي وقلة الادب. ان مسئولية حماية مباريات الدوري من الخارجين والبلطجية وممارسي الفوضي بكل اشكالها وألوانها يتحمل جانبا كبيرا منها المواطن بحسن سلوكه وتصرفاته، وبإيمانه بانه شريك فاعل في المسيرة العامة، وليست مسيرة الرياضة او كرة القدم فقط، وما اكثر هؤلاء المخلصين لبلدهم. اقترح ان تبادر الاندية بالتنسيق مع اتحاد الكرة ووزارة الداخلية لتكوين لجان شعبية للمساعدة في التنظيم والتفتيش، وفي توعية كل من يتردد علي ملعب بانه جزء من النجاح المنتظر.. ولا مانع اطلاقا من ان يتقاضي اعضاء اللجان مكافأة مالية. موجة الغضب العارمة ضد اتحاد كرة القدم، واتفاق 34 ناديا اجتمعوا في الاقصر لسحب الثقة من الاتحاد، تشير الي ان ما سيأتي سيكون صعبا علي الجبلاية، وان شهور العسل الطويلة انتهت.. وما يزيد من خطورة الموجة انها عالية »شويتين«! كان اتحاد الكرة يردد دائما انه غني، وأنه يملك قدرات مالية جيدة. وانه يحسن الاستثمار ومع ذلك لم يحصل حكامه علي مستحقاتهم منذ شهور عديدة.. ولم يقبض اي مراقب مليما منذ عامين. عندما كانت الظروف تسمح بتسديد مستحقات الحكام والمراقبين، لم يدفع الاتحاد.. فكيف له ان يدفع في ظل هذه الظروف »ال......« ولا مؤاخذة!