كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن حكومة ديفيد كاميرون أعلنت أنها علي اتصال مع عشرة مسئولين كبار في نظام القذافي بصدد الانشقاق علي القذافي بعد الضربة القاسية التي تلقاها باستقالة موسي كوسا وزير خارجيته وأحد أقرب المقربين اليه ولجوئه الي بريطانيا. أكدت الصحيفة ان قدرة نظام القذافي علي وقف تداعي تماسكه تبدو محدودة، لأن الحكومة البريطانية علي اتصال بالفعل مع عشرة مسئولين كبار، كما أن دبلوماسيين ليبيين في الأممالمتحدة قالوا إنهم يتوقعون مزيدا من الانشقاقات بعد ورود أنباء عن انشقاق مسئول كبير في السفارة الليبية بلندن. وتقول الصحيفة إنه رغم التكذيب الرسمي فإن شائعات تروج في طرابلس إضافة إلي تقرير لقناة الجزيرة تحدث عن احتمال انشقاق أبو زيد عمر دوردة رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية، ومحمد الزاوي سكرتير مؤتمر الشعب العام، وعبد اللطيف العبيدي نائب وزير الخارجية، وشكري غانم وزير النفط، لكن غانم أبلغ رويترز أنه لم يهرب وأنه في مكتبه بطرابلس. كما أكدت الصحيفة أن الحكومة البريطانية تحدثت مع محمد إسماعيل وهو أحد مساعدي سيف الإسلام القذافي أثناء زيارته الأخيرة للندن، وتركز الحديث علي محاولة الاتصال بأعضاء في نظام القذافي لتشجيعهم علي الانفصال أو علي الأقل انسحابهم من النظام. وفي سياق متصل ذكرت صحيفة الجارديان ان زيارة محمد اسماعيل للندن، وهو من أقرب المقربين لسيف الاسلام قد تكون إشارة لبدء التفاوض مع الحكومة البريطانية حول توفير خروج آمن للقذافي وأسرته. ونقلت الصحيفة عن مصدر فضل عدم الكشف عن هويته في الحكومة البريطانية ان اللقاء السري ما هو الا واحد من اللقاءات التي نظمت خلال الاسبوعين الماضيين بين البلدين وتناول اللقاء امكانية ايجاد مخرج للعقيد القذافي. ولكن الحكومة البريطانية نفت أي اتصال مع محمد إسماعيل، غير أنها أكدت في المقابل وجود اتصالات ظلت مستمرة أدت للوصول إلي انشقاق وزير الخارجية الليبي السابق. ميدانيا انتقل خط المواجهة بين الثوار الليبيين وقوات العقيد معمر القذافي في شرق ليبيا صباح أمس الجمعه الي محيط منطقة البريقة النفطية، ولأول مرة يتم منع الصحفيين من الاقتراب من المنطقة من جهة اجدابيا، بحسب مراسلي وكالة الانباء الفرنسية. كما فرضت قيود للمرة الاولي علي الدخول الي منطقة الجبهة حيث منع الثوار الصحفيين والمدنيين من المرور من مدخل اجدابيا الغربي الي خط الجبهة. وافاد مراسل الوكالة الفرنسية ان خط الجبهة كان صباحا علي بعد 40 كلم تقريبا غرب اجدابيا، التي تقع علي بعد 80 كلم شرق البريقة. وقد صرح مسئولون عن حقوق الانسان بأن أكثر من 400 شخص فقدوا في شرق ليبيا منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للزعيم الليبي قبل ستة أسابيع وأن من بين المفقودين أربعة أطباء وثلاثة صحفيين لكن غالبية المفقودين هم من الشباب العاطل عن العمل الذي انضم لصفوف المعارضة ويأتي غالبيتهم من بنغازي التي فقدت وحدها 353 فردا. وعلي صعيد آخر كررت المانيا رفضها للخيار العسكري كحل للأزمة الليبية، حيث أعرب وزير الخارجية الالماني أمس الجمعة خلال زيارته للصين ان الازمة في ليبيا لن تحل عسكريا ودعا لبذل الجهود للتوصل الي حل سياسي للصراع الدائر في الدولة الغنية بالنفط. وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله للصحفيين بعد ان اجتمع مع نظيره الصيني يانج جي تشي "لا يمكن حسم الموقف الليبي بالسبل العسكرية." وأضاف "يمكن فقط ان يكون هناك حل سياسي ويجب علينا ان نحرك العملية السياسية. يجب ان يبدأ هذا بوقف لاطلاق النار يلتزم به (الزعيم الليبي معمر) القذافي بما يسمح ببدء العملية السياسية". وكانت المانيا قد خرجت علي صف التحالف الغربي الذي ضم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وانضمت الي الصين وروسيا والهند والبرازيل وامتنعت عن التصويت علي قرار للامم المتحدة يسمح باستخدام القوة لفرض حظر جوي علي ليبيا وحماية المدنيين. وفي سياق تسليح المعارضة أعلنت النرويج عن رفضها تزويد المعارضة بالسلاح لدعم الانتفاضة في ليبيا مؤكدة أن هذا يعد انتهاكاً لقرار الاممالمتحدة الذي سمح بعمل محدود ضد الزعيم الليبي معمر القذافي. وقالت جريت فاريمو وزيرة دفاع النرويج التي نشرت الاسبوع قبل الماضي ست طائرات مقاتلة من طراز اف-16 لمساعدة التحالف الدولي علي منع قوات القذافي من ضرب المدنيين "لن نشارك في تسليح المعارضين" وأضافت فاريمو في مقابلة مع اذاعة النرويج "هدف قرار الاممالمتحدة والعملية (العسكرية) هو حماية المدنيين ونري ان القرار لا يتسق مع تزويد المعارضين بالاسلحة". وقد ذكرت وكالة الاي أف بي أن الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن سيقوم الاثنين بزيارة الي انقرة ليبحث مع القادة الاتراك مهمة الحلف في ليبيا التي تشارك فيها تركيا بقوة بحرية. واوضح الناطق باسم وزارة الخارجية سلجوق اونال لوكالة الانباء الفرنسية ان الامين العام للحلف الاطلسي سيتباحث مع رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية احمد داود اوغلو. واكد ان "المحادثات ستتناول العلاقات بين تركيا والحلف الاطلسي بشكل عام والمهمة في ليبيا". وسيعقد راسموسن مؤتمرا صحفيا قبل مغادرة العاصمة التركية في نفس اليوم.