لغتنا العربية الوحيدة، هي اللغة القادرة علي التنوع، والجمال، تصف الكون في كلمة واحدة ربما تعيد بها كل وجودك الانساني مثل كلمة » الله» . انجذب دوما نحو اللغة، بكل ما تحمله من جماليات الصرف والنحو والجر والرفع والضم، أعيش فيها حياة كاملة، كلمة جميلة في حدث بسيط، قادرة علي أن تقلب كياني، وتحولني إلي فراشة حالمة في الأفق، وكلمة أخري تستطيع أن تسلبني كل جمال الحياة وطبيعتها الخلابة . كلمات كثيرة هي التي تعيد تكوين الكون ورده إلي صاحب هذا الكون، الروائع في كلمات بسيطة، في وجود لغة تستطيع أن تعبر عن كل خلجات الروح والنفس والجسد، في مدلولات أو كيانات لغوية، لأن أقول إن اللغة وطن وانتماء وتاريخ، فكل لغات العالم تعني لقومياتها نفس المعني ولكني سأقول أن لغتنا الجميلة لأي خطر حقيقي، يهدد قوميتنا وانتماءنا لوطن طالما تغنينا به، عندما يأتي حفيدي أو ابني يسألني كلمة ضابط بالضاد أم بالظاء مثلما تنطق في كل المواقع وعلي ألسنة كل الناس، أو حينما يسألني : هل الضاد والطاء علي نفس شكل السين والشين، وأقول له لا .. وهكذا من الاسئلة التي تبدو بسيطة وليست ذات أهمية بشكل عام ولكنها تقتل اللغة العربية في مقتل. حال لغتنا الجميلة في حياة أبنائنا وأحفادنا في خطر، ما لم نسارع جميعا في انقاذها من احتلال مواقع الانترنت وبرامج التليفزيون الهابطة ولغة الفرانكو آراب التي تحتل كل حواراتهم، بدء من كلمة »أوكي» إلي كلمة »ثانك يو» وغيرها من مفردات الكلمات الاجنبية التي اقتحمت حياتنا اليومية في استسهال التعلم أو التباهي المجتمعي المظهري الذي يعتقد البعض أنها إحدي وسائل الرقي الطبقي، لغاتنا تحتاج وقفة حاسمة في مشروع قومي ثقافي تعليمي اعلامي اسري يشارك فيه الجميع لإنقاذ لغتنا من غوغائية الحكايات في قصص الاطفال، وبرامج التليفزيون، والتعليم الذي يهمل حصص القراءة الحرة، والاسرة التي تتعامل مع أطفالها بلغات أجنبية غير اللغة العربية، كل هذه الامور لو استقامت لاستقامت لغتنا الجميلة تاريخا ووطنا وانتماء . أقول قولي هذا عن لغتنا العربية، واكرر كلمة عميد الادب العربي طه حسين » لغتنا يسر لا عسر» .