»إذا الشعب يوماً أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر.. ولابد لليل أن ينجلي.. ولابد للقيد أن ينكسر«.. مقولة خالدة.. لثائر خالد.. وها هو شعبنا يؤكد صدق الشاعر التونسي أبوالقاسم الشابي.. ثار بحضارة، تليق بتاريخ وإعجاز أجداده.. ليس سعياً لحياة كريمة فقط، بل كان بحثاً عن وطن.. كدنا نفقده.. وكاد يتبرأ منا.. وطن أكرم رجالات حكمه.. فمزقوا جسده.. وخدعونا تحت لافتة عريضة حملت أكذوبة التنمية والديمقراطية والاستقرار. وفي الوقت الذي فقد الوطن الأمل في أبنائه واستسلم لخاطفيه.. وفي الوقت الذي فقدنا نحن الثقة في أنفسنا.. وبدأنا خداعها وخداع أبنائنا، مستسلمين خائفين.. جاء بريق النور يضيء حياتنا، وانفرجت طاقة الأمل باتساع السماء.. وتفجرت ينابيع الخير بأرض مصر منبتة شباباً يانعاً.. آمن ببلاده وحاضرها الذي تستحقه ومستقبلها الذي يحلم به.. أزال غبار عقود عن وجهها الصبوح، ليعيدها حسناء الدهر وإشراقة صبح الدنيا وبريق وزهرة ربيعها.. كسر القيد.. ووضعنا علي أول الطريق مع فجر ثورته في الخامس والعشرين من يناير. ولن نكون نحن أبناء »أخبار اليوم« بعيدين عن حلم الوطن وصحوة شبابه. وكما قلت لزملائي في أسرة »أخبار اليوم« في أول لقاء لنا عقب التغييرات الصحفية الجديدة، التي طالب بها ثوار مصر وشبابها. فإننا نعاهد قراء »أخبار اليوم« الأعزاء والشعب المصري والعربي أننا لن نكون بعيدين عن حلم الوطن وصحوة شبابه.. من الأن سوف نكسر أي قيد يحول بيننا وبين شعبنا.. ستكون »أخبار اليوم« ملكاً للشعب لا سواه.. وصوتاً للجماهير.. سنعيش معكم الآلام والآمال والطموحات.. نعكس إرادة الأمة دون تزييف.. كل الشعب في كل القري والنجوع.. كل التيارات السياسية والأطياف.. نكشف الحقائق ونواجه الفساد بكل جرأة.. نحافظ علي المصداقية.. ونؤمن بالرأي والرأي الآخر. من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار.. ستكون منبراً حراً لكل أبناء الشعب. سينتشر جنود »أخبار اليوم« من الصحفيين المشهود لهم بالكفاءة والمهنية والمصداقية في تواصل كامل بين الأجيال.. شبابها بأحلامهم وشيوخها بخبرتهم وحنكتهم.. نبحث عن الخبر.. ونحقق في كل مشكلة.. ولن نهدأ حتي نجد الحلول. وإذا كنا نصف المرحلة الحالية بأنها فجر جديد.. لاح مع ثورة شباب مصر، ومساندة حماة مصر أبناء قواتنا المسلحة الذين انحازوا لشعبهم وعاشوا مع شبابه حلمهم. فإننا نقطع علي أنفسنا عهداً أمام شعبنا، أن تكون »أخبار اليوم« منبراً لهؤلاء الشباب، وكما احتضنوا أحلام أمتنا، سنفتح صفحاتنا لهم يطلون منها عن قرب علي الجماهير التي عشقتهم دون أن تعرفهم.. ليعرضوا أفكارهم وتصوراتهم لمستقبل بلدهم، بعد نجاح ثورتهم لاستكمال حلمهم نحو أمة قوية.. حرة. أمامنا تحديات كبيرة.. كما هو حال الوطن الذي يعيش لحظات تاريخية. أملنا أن نكون علي مستوي هذه التحديات.. قد يكون قد دهمنا الوقت هذا الأسبوع.. ولم نستطع الانطلاق نحو آفاق رحبة للجريدة، نواصل بها ريادتها الصحفية.. ووفاءً للقراء الأعزاء واستكمالاً لمسيرة أساتذتنا الكبار بناة ورؤساء تحرير »أخبار اليوم« منذ أن انطلق بها العملاق مصطفي أمين ومروراً بإحسان عبدالقدوس وعبدالحميد الكاتب، والكاتب الكبير إبراهيم سعده الذي خاضت في عهده »أخبار اليوم« معارك صحفية شرسة بحثاً عن الحقيقة ومواجهة الأخطاء.. وهي المسيرة التي استكملها الصديق العزيز الأستاذ ممتاز القط. وبدءاً من الأسبوع القادم ومع أجواء مواكبة لثورتنا العظيمة. نعدكم أن تتحول انطلاقتنا وأحلامنا إلي واقع ملموس للقراء الأعزاء. تبويب جديد سوف يعرف طريقه رويداً رويداً إلي صفحات جريدتنا.. جرأة في التناول نراها حقاً لكل قارئ، وواجباً لابد أن نلتزم به.. تحقيقات وتقارير تغوص في واقعنا.. حملات قوية تكشف أي محاولات للفساد أو العبث بمقدراتنا.. ولن ننسي كعادة جريدتنا أن يجد فيها القارئ استراحة يلتقط فيها أنفاسه من صفحات فن ورياضة وكاريكاتير وغيرها. نؤكد لكم أننا لن ننجح بمفردنا.. وللنجاح طعم آخر بمشاركتكم وآرائكم وأفكاركم.. فكما قلنا سابقاً نحن ملك للشعب وصوت للجماهير.. نحن في انتظار آرائكم ومقترحاتكم، ولنبدأ معاً صفحة جديدة نولد فيها من جديد.. مواكبين لوطننا العزيز الذي ولد أيضاً من جديد. كلمة إعزاز وتقدير لأساتذتي الكبار بجريدة الأخبار، جلال دويدار، محمد بركات رئيس مجلس الإدارة حالياً، وأخي وصديقي ياسر رزق رئيس تحرير الأخبار المبدع.. ولكل زملائي الأعزاء وأبنائي الشباب.. عشت مسيرة حياتي الصحفية معهم وبينهم، قبل أن أتولي مسئولية رئاسة تحرير أخبار اليوم، الشقيقة الكبري لإصدارات مؤسسة أخبار اليوم التي يتمتع جميع العاملين في كل إصداراتها بروح الحب بين أبناء الأسرة الواحدة.