ابتعدنا عن الله.. فابتعد الله عنا.. واستخففنا بما أمرنا به.. فحلت بنا الكوارث من كل جانب.. وتحكم في مصائرنا كل من هب ودب.. وأصبحت مقدرات هذا الشعب لعبة في أيدي حفنة تصورت أن بأيديها مفاتيح الجنة والنار، والعياذ بالله.. فقتلت هذا وحبست ذاك.. وحرمت العديد من حقوقهم.. ابتعدنا عن الله.. وحاربنا ماأحل، وأحللنا ماحرم.. وهرولنا وراء الربا الذي حرمه الله.. عندما ذكر في كتابه الحكيم: »يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ«. ولكننا لم نعر هذا الوعيد أي اهتمام!! ثم نتساءل: لماذا اختفت البركة من أرزاقنا؟! ابتعدنا عن الله.. فنزع من أفئدتنا الأمن والأمان.. وانتشر بيننا البلطجية من كل نوع.. والحرامية الكبار والصغار.. وسرقوا أرضنا وأموالنا وأحلامنا، ونشروا بيننا الرعب والهلع.. والآن نجند الداني والقاصي لنتسول حقوقنا.. حقوق الشعب المبعثرة في بنوك العالم.. ولانعلم كم سنسترد منها؟ ولا متي؟ وإذا كان الله تعالي يقول: »والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله«.. فإننا نخشي تنفيذ أوامره عز وجل.. مراعاة لمشاعر هؤلاء الحرامية وحقوقهم الانسانية! ابتعدنا عن الله.. وعن شرعه.. واخترعنا قوانين وحكمنا بها، والقوانين التي شرعها الله وضعناها جانبا، لأنها تغضب الطغاة وكثيرا من المثقفين والمبدعين، وكأن كلمة »المثقف« أصبحت في قاموسنا الحديث تعني عدم »التدين«.. وكأن الإنسان المثقف لابد أن يكون علمانيا.. وأن يقطع صلته بربه أو يقصرها في أحسن الأحوال علي جانب العبادة فقط.. أما جانب المعاملات فليس من شأن الله.. لأن الظروف تتغير والأديان مضت عليها قرون طويلة كما يحاولون أن يصورون لنا! وهكذا.. فكل مبدع أو كل مفكر، يحاول دائما أن يبعد عنه شبهة التدين.. وكأن دين الله في نظره - والعياذ بالله - أصبح رمزا للتخلف أوالتطرف أو الجهل.. ابتعدنا عن الله ونسيناه في معظم شئون حياتنا والقائمة طويلة.. فكانت النتيجة أن عشنا في عقود ظلماء طويلة.. ونسينا أن نغير ما بأنفسنا أولا.. وتجاهلنا أن الله عز وجل قال لنا وبكل وضوح: »إن الله لايغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم«.. وظللنا نقرأ ونستمع إلي هذه الآية الكريمة ولانفهم معناها أو نتجاهل فهمها أو العمل علي الاقتراب منها.. إلي أن انتفض شباب مصر فجأة وقرروا التغيير.. فكان العون والمدد السريع من الله بسلطانه وتحقق لشباب مصر مالم يكن يتصوره العالم أجمع في زمن قياسي أزاح نظاما فاسدا ظل جاثما علي قلوبنا وعقولنا عقودا طويلة.. لمجرد أن اتفق بعضنا مع مانصحنا به الله.. وكانت البشري لمن يتعظ، ولمن يريد أن يفهم فقط.. إنها العودة إلي الله، التي بدون التمسك بها لن تتم فرحتنا ولن يكتمل إنجازنا.. الذي يحاول دعاة الثقافة والعلم والإبداع والإستنارة أن يبعدونا عنه مرة أخري.. وأن يخطفوا الانجاز الذي تحقق، ويحاولوا أن ينسبوه إلي أنفسهم.. وهم الذين عاشوا بيننا طوال الخمسين عاما الماضية، طلقاء وأحرارا ينشرون من الأفكار والمعتقدات بكل حرية وبدون حساب من أحد، ولكنهم لم يستطيعوا بفكرهم أن يحركوا ساكنا.. الشعب المصري متدين بطبعه.. وهيهات.. هيهات.. فإن مانتمسك به هو دين الله.. وهو الذي حفظه من كل خطر طوال أكثر من 14قرنا من الزمان.. وكلما أرادوا لهذا الدين سوءا.. ازداد نوره انتشارا.. ولنعد لله بقلب مفتوح، وبدون خوف.. ولن يخذلنا الله أبدا..