أكدت بالسنا موران ديساي رئيسة لجنة الثقافة والتعليم والإعلام بمجلس الشيوخ الفرنسي ورئيسة مجموعة الصداقة الفرنسية - المصرية أن السلطات الفرنسية تلمس الاجراءات التي تتخذها مصر لحفظ الامن والاستقرار، وهو أمر يساهم في عودة السياحة المصرية الي المقاصد السياحية المصرية.. وأوضحت ديساوي في حوارها مع »أخبار اليوم» أن فرنسا مهتمة بتشجيع شركاتها للعمل في مصر في مختلف المجالات الاقتصادية. كيف ترين الزيارة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي باريس؟ - الزيارة مهمة لتأكيد العلاقات التاريخية والدبلوماسية بين البلدين وتعميق العلاقات حيث كانت هناك فترة تساؤل من الجانب المصري، حول طبيعة العلاقات الفرنسية المصرية في ظل وجود حكومة جديدة ورئيس جديد وخلال الزيارة أكدنا مساندة فرنسا لجهود مصر في مكافحة الإرهاب وتقديرنا لما تبذله من جهود في هذا الصدد، خاصة أن مصر،دولة محورية في الشرق الأوسط باعتبارها قوة استقرار وسلام رئيسية بالمنطقة. ما الملفات التي تتناولونها في مجموعة الصداقة الفرنسية المصرية؟ - مع زملائي في المجموعة نهتم بشكل كبير بجميع أشكال التعاون بين البلدين ولا يقتصر ذلك علي التعليم والثقافة فقط فقد زرت مصر ثلاث مرات منذ مارس 2015 وذهبت الي مصر مع الرئيس هولاند ومرة أخري مع جيرار لارشية رئيس مجلس الشيوخ وكانت الزيارة الأخيرة لمصر في شهر مارس الماضي، وفي كل مرة اتشرف بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي أدرك مدي ما يبذله من جهود جبارة لبناء مصر. كما استقبلنا نظراؤنا المصريون واستقبلنا مؤخرا محافظ الاقصر لتناول مشروع تعاون بين الأقصر ومدن فرنسية ومنها مدينة فرساي، وفي الحقيقة العلاقات بين مصر وفرنسا مكثفة جدا وهناك انخراط ورغبة من الجانبين للعمل سويا. كما أن هناك رهانات جيوسياسية وجيو استراتيجية ومصلحة عامة، فيجب ان نناضل معا ضد بعض الآفات مثل التطرف، والإرهاب. ونعمل معا في عدة ملفات منها العمل البرلماني وهناك رهانات اقتصادية واجتماعية وسكانية وتعليمية نعمل معا فيها، ولذلك أقول ان افاق العمل في مصر كبيرة جدا، وهناك رهانات بشأن التخطيط، ولذلك عندما زرنا مصر سافرنا الي الاسكندريةوالاقصر لنري مسائل التخطيط خارج العاصمة والاسهام في عملية التطوير، وهناك رهانات مؤسسية حيث تدرس الحكومة مسألة اللامركزية والعلاقة بين الدولة والسلطات المحلية في المحافظات ونعمل مع الحكومة المصرية في هذا الصدد منذ عامين، وكان محافظ الأقصر قد التقي برئيس السلطة الاقليمية في مجلس الشيوخ الفرنسي وعندما سيأتي نظرائي المصريون لزيارتنا في باريس في ربيع 2018 سوف نعمل معا علي هذا الملف. وماذا عن أوجه التعاون بين مصر وفرنسا في المجال الاقتصادي؟ - لقد دعونا بيسنيس فرانس وبعض الشركات الفرنسية لتشجيع تلك الشركات للعمل في مصر وشجعنا شركات اخري لكي تعود للعمل في مصر وكان وزير التجارة المصري، قد أكد انه يحتاج لهذه الشركات للنمو إذ إن هناك احتياجا للعمل في مجال البنية التحتية ومسائل الصرف الصحي والطرق والمواصلات والمدن الذكية وتوسيع الطرق ومعالجة النفايات. وهنا أذكر ان هناك رغبة للتعاون من الجانبين في مجال البنية التحتية لان هذا الامر اساسي للنمو وقد ذكرنا الوزير بالاصلاح الاقتصادي لتسهيل النمو الاقتصادي خاصة ان صندوق النقد الدولي يدعم هذه الخطوات الجريئة، وقد حفز هذا الاطار المشجع شركاتنا علي العمل في مصر، ودعا الوزير الشركات الفرنسية للعودة الي مصر أو بدء الاستثمار في مصر. وهل هناك جديد فيما يتعلق بعودة السياحة الفرنسية الي مصر؟ - طلب منا الجانب المصري العمل علي عودة السياحة الفرنسية الي المقاصد السياحية المصرية، وفي الحقيقة ان العمليات الارهابية أثرت بشكل سلبي علي هذا الملف، ولكننا لمسنا ان هناك اجراءات امنية مشددة تتخذها مصر لحفظ الامن والاستقرار وهو أمر يساهم في عودة السياحة الفرنسية الي مصر. سيادتكم مسئولة عن الثقافة والتعليم والاتصالات في مجلس الشيوخ فهل تعتقدين أن تلك المجالات تعتبر من الآليات المهمة لمحاربة الإرهاب؟ - الأماكن التي تقل فيها الخدمات التعليمية والتثقيفية تكون افضل أرض لزرع التطرف، كما أن هناك تعاليم دينية متطرفة تنادي بالكراهية وتشجيع البربرية فلا يجب السماح بها بل ويجب التصدي لها وبحزم شديد، وأعترف أننا في فرنسا قد اغمضنا أعيننا عن هذا الشق وتركناه يترعرع فكانت النتيجة تجمعات متعصبة ومتطرفة.