أكثر من 48 يوما اعتصاما في ميدان رابعة العدوية روج خلالها قيادات الجماعة الإرهابية الاكاذيب والخداع لتضليل أنصارهم.. وكان أخطر تلك الأكاذيب نشر الإرهابية فيديو لشخص ينتحل صفة ضابط في الجيش المصري، ويعلن انشقاقه لتأييد شرعيتهم المزعومة، وبعد فترة تم الكشف عن كذبهم واتضح انه أحد ميليشياتهم يرتدي زي الجيش ويندس وسط المتظاهرين لتظهر الصورة أن الجيش يعتدي علي المتظاهرين.. استمرت الإرهابية في كذبها بترويجهم بأن اعتصام رابعة سلمي، في الوقت الذي أقسم فيه القيادي الإخواني صفوت حجازي بأغلظ الإيمان في فيديو مسجل عقب القبض عليه أنه لم يكن بداخل اعتصام رابعة حتي ولو سكينة بلاستيك، ثم تم تكذيب ذلك من خلال اعترافات جاءت علي ألسنة قيادات الإخوان، والتي حوت اعترافات كاملة بأن الاعتصام كان مسلحا، وأن ما كان بداخله من أسلحة كان كافيا لمواجهة جيوش، وأن قيادات الإخوان فضلوا الزج بأرواح العشرات من الشباب ليظهروا أمام العالم كضحايا. اعترف الإخواني أحمد المغير المعروف باسم فتي خيرت الشاطر عبر صفحته علي فيس بوك في 14 أغسطس عام 2013 أن اعتصام رابعة كان مسلحا، وكان يضم أسلحة آلية وقنابل يدوية، وكتب شهادة عن »سرية طيبة مول« قائلا : «معظم السلاح في رابعة كان تم إخراجه بخيانة حصلت، ولم يتبق إلا سلاح سرية طيبة مول، اللي كانوا جايبينه بفلوسهم الخاصة، ومكنش لحد سلطان عليهم، الاعتصام ده لم يكن بالإمكان فضه نهائيا لو كان سلاحه فضل فيه». وفي يوم 15 أغسطس، واصل أحمد المغير اعترافاته، خلال مداخلة هاتفية علي احدي القنوات الاخوانية، مؤكدا أن اعتصام رابعة كان مسلحا رغم محاولات الإخوان نفي ذلك، وأن السلاح كان كافيا لصد القوات التي جاءت لفض الاعتصام، خاصة أنها كانت كميات كبيرة من السلاح، وقال المغير: «أنا عاوز أقولك جازمًا وأنا شاهد إنه كان فيه سلاح وكان في مسلحين قادرين علي صد قوات الجيش لكن إدارة الاعتصام فضلت أن يكون في 120 روحا تزهق عشان الاعتصام يبان سلمي». تضليل أنصارهم ومن أهم التصريحات التي تكشف تضليل الإخوان لأنصارها، اعتراف حمزة زوبع المتحدث الإعلامي لحزب الحرية والعدالة المنحل، علي إحدي قنوات الإخوان، والذي قال فيه نصا: «إن الجماعة كانت تعلم أن اعتصام رابعة لم يكن ليعيد مرسي، ولكنهم كانوا يطالبون أنصارهم بالتصعيد من أجل الوصول لمرحلة التفاوض». كما هاجم حذيفة زوبع، نجل القيادي الإخواني حمزة زوبع، المتحدث الإعلامي لحزب الحرية والعدالة المنحل، الهارب إلي تركيا، قيادات التنظيم الإرهابي علي تصرفاتهم وقراراتهم، وقال في مقال له بموقع سياسة بوست : «منذ اليوم الأول وأنتم تكذبون وتتحرون الكذب علي أنفسكم وعلينا، دون أي استشعار للمسئولية، ودون أي مبرر شرعي أو أخلاقي أو حتي سياسي»، وأضاف : «أتذكرون شائعة قائد الجيش الميداني الذي انشق وأعلن تأييده لمرسي، أم تذكرون شائعة القائد الآخر الذي أمهل السيسي 24 ساعة لإعادة الشرعية الدستورية، وتابع: «أيها القائمون علي أمر جماعة الإخوان، نحن أحسنا الظن بكم، فأنتم علي أحسن تقدير مجموعة من الدراويش السُذج، يا جماعة الإخوان، لم يعد هناك مساحات كافية للمناورة أو التأثير في الوضع بشكل فعال أو مؤثر، أنتم تملأون كل المساحات ولا تقبلون نصحًا ولا توجيهًا من عديمي الخبرة أمثالي، والمشكلة أنكم تملأون كل المساحات الممكنة حتي التي لا تُجيدون اللعب فيها، ثم تنادون بصوت عالٍ لتقولوا إن الساحة تتسع للجميع». ان مبدأ الكذب يسري في دمائهم، فقد نشأوا عليه واحترفوه، وصاروا له عنوانا، فالإخوان خلال مسيرتهم التاريخية، لم يكونوا في يوم من الأيام صادقين، هذا ما بدأ به حديثه،د. ماهر فرغلي، باحث في شئون الحركات الاسلامية والجماعات الارهابية. وتابع: ان اعتصام رابعه تردد خلاله علي ألسنة قادة الاخوان الكثير من كاذيب، وتصريحات قيلت علي المنصة ثم يعاودون نفيها، فضلا عن اختلاقهم مشهد الجثث التي قام شباب الإخوان بالتمثيل فيه كأنهم موتي، مرتدين اكفان وكشف احد الفيديوهات تحريك قدم احدهم، فالتمثيل والكذب بالنسبة للإخوان اسلوب حياة، كما ان الافلام الوثائقية التي ادعوا فيها ان هناك مذبحة كبري وقعت في رابعه دون ان يحدث شيء فعليا مما يدعون. وأشار إلي انه كان واحدا من ثلاثة قاموا بعمل فيلم وثائقي باللغة الإنجليزية عن «فض اعتصام رابعة»، والتقيت أشخاصاً من الميدان، وتواجدوا يوم الفض، وتتبعت فيديوهات، وصفحات حول الفض، ولم اوثق ساعتها الفض والظروف المحيطة به، بقدر ما وصلت أنا وزملائي القائمون علي الفيلم الوثائقي بموضوعية إلي حقيقة الكذب الإخواني، والخديعة، التي خططوا لها بشكل جيد في صناعة «مظلومية» تاريخية، تهدف لبقاء التنظيم لأطول فترة ممكنة، وفتح بؤر للصراع مع الدولة بالكامل. ومن جانبه، قال أحمد كامل البحيري، باحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجيه،إن هناك مبدأ فقهياً تتبعه بعض الجماعات، وهو ما يعرف باسم « التقية» وهو مبدأ يقوم علي انكار ما تم التصريح به، وأصبح كمبدأ سياسي في عقيدة الاخوان، ومن هنا جاءت فكرة ان يقوم اي قيادة بالإخوان بالتصريح بالشيء ثم انكاره. وأضاف: ان هناك نقطة اخري لفكرة الاحتيال وتكمل الثالوث الاخواني، وتتمثل في فكرة المصالح الخاصة بالقوي الاقليمية، فبالحديث عن تيار سياسي فكره قائم علي اجنده خارجيه، فالإخوان جماعة ترتبط بشكل أساسي في مشروعات اقليمية اخري كما ارتبطت بالتقيه بشكل رئيسي، وهذا يعني ان كثيراً جدا من القرارات السياسيه التي اتخذتها جماعة الاخوان، سواء كانت قبل ثورة 25 يناير، أو في اعقابها، حتي هذه اللحظة مرتبطة بحسابات تلك القوي الاقليمية نحو مصر، ولذلك نجد ان هناك أطرافاً بجماعة الاخوان، تتحدث عن المصالحة مع النظام وآخرين من الجماعة يرفضون ذلك، وآخرين يهتفون باسم عدم التنازل عن مرسي والشرعيه، هذا التناقض الموجود حاليا، يدل علي انها تمتلك غباء سياسي، وليس تكتيكاً سياسياً، بل انهم مترابطون مع قوي اقليمية غير متوافقة، حيث ان هناك فصيلاً يتبع قطر، وآخر يتواصل مع ايران، اي اننا امام جماعة بأجنحة مختلفة، لذا القرار السياسي ليس نابعا من الجماعة بل نابع من علاقات إقليمية لهذه الجماعة، وهذا ما يخلق نوعا من الكذب السياسي، الامر ونقيضه، لذا نجد تصريحات لقاداتهم ونفيها علي السنتها فالامر له علاقة بحسابات اقليمية وموقفهم امام المجتمع الدولي.